لا يعبّر المشهد المأساوي في رأس بعلبك إلاّ عن الكوب الذي "فاض" ذرعاً بالإهمال المُلحق بالمناطق اللبنانية كافّةً، وليس بعلبك والهرمل فحسب. لكنّ مناسبةً كأمطار غير محسوبة في شهر حزيران قد تفضح عورة الإهمال اللاحق بالبشر والحجر في لبنان، لصالح الجيوب و"فخفخة" أصحاب الألقاب.
وضع المرشحون قبل الإنتخابات خططاً ومشاريع بالعشرات، لا بل بالمئات، معظمها أفكار قابلة للتطبيق وللترجمة عملياً في دولة تملك أدنى المقوّمات المطلوبة. وإن كان دور النائب المُبادرة والتقدّم بمشاريع والمساهمة في مبدأ الإنماء المتوازن، فإنّ دور السلطة التنفيذية، أيّ الحكومة، التنفيذ. وهنا تقع الواقعة، إذ يقول خبراء هندسيون في هذا الإطار إنّ "الأعمال التي تقوم بها الدولة يشوبها عدم التنسيق بين الأجهزة المعنيّة وغياب الإنتظام والتخطيط، وذلك عائدٌ إلى كثرة المناصب الوزارية من دون جدوى على أرض الواقع بل أنّ هذه العشوائية في العمل تخرّب بدل أن تبني".
حكومةٌ جديدة يتمّ "طبخها" في البلاد وتناتش الحقائب قائم من تحت الطاولة وفوقها... يبقى الأجدى، أمام ما رأته أعين اللبنانيين في الأيام الأخيرة، أن يتمحور الهمّ حول صلاحيات الوزارات، خصوصاً الخدماتية منها والتي تحتكّ بالمواطن مُباشرةً، وهيكلة المهام والأدوار!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك