يسأل "رشيد"، الذي يؤدّي دوره زياد الرحباني في مسرحيّة "فيلم أميركي طويل"، بعد تكرار الكلام والنقاش عن موعد زيارة الطبيب للمرضى في مستشفى الأمراض العقليّة، حيث تدور أحداث المسرحيّة، وهو محدّد في يوم الأربعاء: "وأيمتى جايي الحكيم؟".
نستذكر الموقف الطريف الذي يعرفه جمهور زياد، العائد الليلة الى من اشتاق إليه من على مسرح مهرجانات بيت الدين، ونحن نسأل المسؤولين الذين نسمعهم جميعاً يدعون الى الإسراع في تأليف الحكومة "وأيمتى رح تتشكّل الحكومة؟"، وكأنّنا نحن من يعرقلها، لا هُم، أو بعضهم على الأقل. والأسوأ أنّنا نسمع من يبرّر التأخير بأنّنا لم نتخطَّ بعد المعدّل الطبيعي للمدّة الزمنيّة التي يستغرقها تشكيل الحكومات في لبنان، وكأنّنا نعيش رفاهيّة الانتظار لأشهر، وما من أزماتٍ ملحّة وما من جمودٍ في البلد على أكثر من صعيد، وما من قلقٍ يعيشه اللبنانيّون على الاقتصاد والليرة، وما من إصلاحات يستوجبها مؤتمر "سيدر" للحصول على هباتٍ وقروض أقرّت فيه.
ننتظر "حكومة العهد الأولى"، كما سمّاها رئيس الجمهوريّة، وهو يعرف كما نحن نعرف، أن الحكومة التي ستولد بعد أسابيع أو ربما بعد أشهر ستكون نسخة منقّحة، بالأسماء والحقائب والحصص، عن الحكومة السابقة، ما يعني أنّ بناء الأحلام ليس في مكانه ولا زمانه.
ولكن أن تكون لدينا حكومة لا تصنع المعجزات، وهذا ما يحتاج إليه لبنان واللبنانيّون، يبقى أفضل من أن نبقى بحكومة تصريف الأعمال، وما من أعمال كثيرة تصرّفها. لذا، من حقّنا أن نسأل: ماذا لو بقي كلّ فريقٍ على موقفه وشروطه شهراً واثنين وثلاثة؟
ربما يتحوّل البلد حينها الى حيث تدور أحداث مسرحيّة "فيلم أميركي طويل" التي بدأنا بها هذه السطور...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك