"شو بدّك بالإعلام اللّبناني"، قال لها والدها النّائب السّابق قيصر معوّض، يوم قرّرت دلال خوض غمار الصحافة. مع ذلك، لم يقف في وجه رغبتها بأن تصبح "السلطة الرابعة".
إنطلقت مسيرة دلال الصحافية من نيويورك تايمز، ثم قناة الجزيرة الإنكليزيّة، لتحطّ رحالها في قناة الـ LBC حيث عملت كمراسلة.
كبرت دلال في منزل سياسيّ، لكن لم تهوَ السياسة ولا رجالها يوماً. وبعكس زملائها الذين كانوا يتناحرون لتغطية جلسات مجلس النواب ومقابلة رجال السّاسة، كانت دلال لاذعة بموقفها "ما بدّي كون صوتُن!".
عوضاً عن ذلك، كانت تستهويها المواضيع الإجتماعيّة والبيئيّة والإنسانيّة. تقول: "أردت أن أكون صوت الذين لا صوت لهم... هؤلاء هم ضحايا الحروب العربيّة".
غطّت دلال، على مدى سنوات، مأساة اللاجئين السّوريّين في لبنان، وقدّمت عملاً مهنيّاً من الطّراز الأوّل، فتح لها الباب لتصبح مراسلة ومسؤولة التّقارير المصوّرة في المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين.
عايشت دلال أوقاتاً مريرةً أثناء تغطيتها مناطق الحرب، وتستذكر عام 2016، الذي غادرت فيه وهي حامل بابنتها ياسما بمهمّة إلى الحدود اليونانيّة-المقدونيّة. حينها، أحرق اللاجئون النفايات والبلاستيك للتدفئة. تقول: "أحسست بالذّنب عندما وضعت الكمامة على وجهي، وأمامي أطفال يتنشّقون الهواء الملوّث".
تروي دلال تجربتها الأخيرة في العراق، حيث كانت ضمن الطاقم الإعلامي للمبعوثة الخاصّة لمفوضيّة الأمم المتّحدة السّامية لشؤون اللّاجئين أنجلينا جولي: "اللاجئون لم يختاروا أن يكونوا لاجئين. مع ذلك، يتعامل الإعلام معهم وكأنهم أرقام... وحتّى الأرقام التي تٌذكر غير صحيحة. اللاجئون في الموصل يعانون من الظّلم، وأينما حلّ الظّلم حلّ الإرهاب. يهمّش الإعلام الموصل التي تحوّلت اليوم إلى حقول الإنفجارات. كل يوم يسجَّل إنفجار، وكل إنفجار يسقط ضحيّته عشرات الأشخاص ولا من يكترث".
تقرّ دلال "صرت أعرف شو يعني ريحة الموت!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك