مَن يقرأ السؤال المنتشر في مختلف المناطق الكسروانية "كسروينكن؟"، لا يُطيل كثيراً في التفكير حول ما يعبّر عنه أو المقصود مُباشرةً بهذا السؤال. الساحل الكسرواني، الممتدّ من نهر الكلب حتى نهر ابراهيم، هو الجواب تلقائياً. يُمكن القول إنّ هذه المساحة من الساحل "لقيت حدفها" من كارثة التلوّث المتفاقم التي تضرب البلاد منذ سنوات.
لكنّ الأمرَ لم يبقَ بكاءً على الأطلال ولا خبراً صحفياً متداوَلاً، بل تحوّل بمُبادرة من أبناء وسكان قضاء كسروان إلى حدثٍ مُرتقَبٍ يوم الأحد 16 أيلول الجاري.
فماذا سيحصل في هذا اليوم؟
أهالي كسروان، كما سكّانها من طلاّب وأطبّاء ومحامين ومهندسين وناشطين وغيرهم، تداعوا لتنفيذ حملة تنظيف على الأوتوستراد الساحلي من نهر الكلب وصولاً إلى نهر ابراهيم وذلك لمناسبة اليوم العالمي للتنظيف الذي ترعاه الأمم المتحدّة والمُصنَّف من قبلها في تاريخ 15 أيلول من كلّ عام. مع الإشارة إلى أنّ مستشفى KMC شريكة أساسيّة في هذه الحملة.
ولقد تقرّر تنفيذ هذه الخطوة يوم الأحد المقبل بسبب الحركة المرورية الهادئة مع نهاية الأسبوع، في حين لاقت حملة "كسروينكن؟" تفاعلاً واسعاً في الأوساط الكسروانية.
وتعليقاً على هذه المبادرة الجامعة التي التفّ الكثير من الكسروانيّين حولها لرفع الصوت بيئياً، عبّر النائب فريد هيكل الخازن، في حديث لموقع mtv، عن رفضه لـ"تحوّل الأوتوستراد الساحلي إلى مكبّ للنفايات بينما يَغيب الإهتمام الجدّي حيال هذا الملف من قبل السلطة المركزية التي يجدر بها القيام بواجباتها الكاملة، علماً أنّ الطريق الساحلي الذي يربط المتن ببيروت ملزَّم من قبل مجلس الإنماء والإعماء لإحدى الشركات".
ودعا الخازن "جميع مَن يهمّه الموضوع البيئي الى مشاركتنا لتنظيف الأوتوستراد، فكسروان هي اليوم من أكثر المناطق التي تعاني من التلوّث نتيجة دواخين معمل زوق مكايل الحراري التي تتسبّب بالأمراض السرطانية القاتلة في المنطقة الساحلية، وغياب محطات التكرير الصحية".
ورأى أنّ "هذا التحرّك بمثابة رسالة جازمة الى المعنيين بأننا حريصون على الملف البيئي الذي يتصدّر اهتماماتنا اليوم لئلا يتحوّل ساحل كسروان إلى مكب للنفايات "بالمفرّق"، مُضيفاً: "الأمر بات انتهاكاً لكرامة أهالي المنطقة وسكانها، وآن الأوان لفعلٍ جديّ واستثنائيّ".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك