في الأشرفية، ليس حبّ بشير الجميل اختيارياً. ولا هو نسبياً. في الأشرفية، يولد الأطفال وهم يحبون بشير الجميل. بين أزقتها، في شوارعها - في ساحة ساسين خصوصاً - يكاد يكون بشير الجميل أشبه بقديس. يقول أهالي الأشرفية إنّ "بشير حيّ فينا". يخيّل إليك أنّ بشير حيّ فعلاً... ولو بالصور فقط.
يرفض أهالي الأشرفية أن ترفع صورة بشير الجميل، إلّا وقد رُفع إلى جانبها العلم اللبناني. وإن كان ذلك يدلّ على ولاء معيّن، يفتقده معظم المناصرين لزعيم هنا وزعيم هناك، فأترك لكم حرّية التحليل!
في الأشرفية، ليس 14 أيلول بيومٍ عادي. "كارثة"، "مأساة"، "فاجعة"... مصطلحات عدّة ينسبها أهالي الأشرفية لهذا النهار "المشؤوم"، نهار اغتيال بشير الجميل.
يقول جورج أندراوس إنّ "بشير كان شفيع الأشرفية ولبنان، ولن يكون البلد كما كان في السابق". يتساءل متعظاً "ألا يستحق شخص بحجم بشير الجميل مذكرة رسمية بالإقفال في ذكرى اغتياله؟".
الشهيد بشير الجميل هو "حبيب قلب" السيدة لوسي شقير. تعتبر أنّ "بشير هو رجل بحجم وطن، وما حقّقه خلال 21 يوماً فشل جميع رؤساء لبنان بتحقيقه على مدى عقود من السنوات".
بعد مرور 36 عاماً على اغتيال بشير الجميل، شيء واحد لن يتخلّى عنه أهالي الأشرفية: المطالبة بالعدالة. يجزم ميلاد طنوس: "لن يهدأ لنا بال طالما قاتل الشهيد بشير فار من العدالة".
على بعد أمتار من البيت الكتائبي، حيث حصلت الفاجعة العام 1982، يجلس جو الحاج وهو كان "رفيق" لبشير الجميل. يقول: "حفرت إسم بشير الجميل على ذراعي التي أصيبت بفعل الشظايا... هنا كنت جالساً وقت الإنفجار، وهنا سأظل!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك