ليس اللون الأبيض الذي صدرت به "النهار" اليوم هو الحدَث، إنّه ردّة الفعل القصوى على أزمة لا يُتَّهم بها جهةٌ واحدة أو أشخاص... الأزمة الكبيرة لم تعد لخلفيّات ماليّة أو مهنيّة أو بسبب التأثير الضارب لمواقع التواصل الإجتماعي على الصحف بالدرجة الأولى.
الواقع أنّ ما سبق عبارة عن أزمات في أزمة كبيرة تستشري كالأمراض السرطانيّة في دولة كانت عاصمتها سابقاً الأولى في صُنع المرحلة السياسية بكلمات وعناوين عريضة، وإثارة الأحداث المفصليّة على المستوى العربي إلى حدّ لمست صحف لبنان أيادي أهمّ الرؤساء والقيادات والرموز العربيّة التي بدّلت مجرى التاريخ.
الفرق كلّ الفرق أنّه في ستّينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي كان الصحافي وجهاً لصحيفة والصحيفة صرحاً يُخرّج الشخصيات الصحفيّة وقادة الرأي العام وشخصيات سياسية... وحتى نواباً ووزراء ورؤساء في وقت لاحق. أمّا اليوم، فماذا صنعت وماذا نتج عنها أمام هذه "المسطرة" من رؤساء أحزاب وتيّارات والحرب العلنية لـFromagistes، أو "أكلة جبنة" العام 2000.
دعونا لا نبكي على الأطلال فأهل المهنة أدرى بشعابها، ودعونا لا نُكثر من الصرخات التي لن يتأثّر بها أحدٌ ولن تُقيمَ ميتاً ما دام أسلوب تعاطي شريحة من الصحافيّين والمؤسسات الإعلاميّة مع المهنة مُشابهة لطريقة إدارة الدولة... وما يحوم حولها.
ليس المال هو ما تحتاج إليه الصحف والإعلام كي يسترجع نقطةً من بحر العزّ الذي عاشه طويلاً. البارحة "السفير" و"الإتحاد"، فـ"الحياة" في بيروت ودار الصيّاد... إلى صفحات بيضاء من "النهار" صمتت يوماً واحداً لتترك لنا الكلام: "اتركوا للصحافي الذي يعرفه الشعب اللبناني... نهار".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك