أكدّ رئيس حزب "الكتائب اللّبنانيّة" النائب سامي الجميّل أنّ "هدفنا لبنان وأن نبني بلداً لأبنائنا، ومن المفيد طرح طريقة جديدة في العمل السياسي ومشروع جديد للمستقبل، ونحن مقتنعون أنه لا يمكننا تأجيل بناء الدولة التي نحلم بها".
الجميّل، وفي مقابلة مع الاعلامي مرسال غانم في برنامج "صار الوقت" عبر شاشة الـmtv، إعتبر انه "أعطينا فرصة للعهد منذ اللحظة الأولى، ولكن لبنان يتراجع على مختلف المستويات، وسيادتنا منقوصة وقرار اللبنانيين مخطوف وكل ما حذّرنا منه يحصل، ومشكلتنا ليست مع الرئيس عون والحريري إنما مع النهج الذي أوصل البلد الى هذه المرحلة".
وأشار الجميّل الى أنّ "هناك مشاكل مرتبطة ببناء الدولة وطريقة إدارتنا للبلد، وعندما تواجهنا مع المنطق الذي يتحكم بالبلد أخذنا قراراً بالخروج من الحكم، ولا يمكننا أن نتفرّج على ما يحصل في البلد و"الكتائب" يجب أن يكون انتفاضة على الواقع، واتخذنا القرار بعدم السكوت والمواجهة وممارسة السياسة بطريقة مختلفة"، ورأى أنّ "الناس فقدت الأمل بالبلد على مختلف المستويات، فهل أكون جزءاً من ادارة فاشلة للبلد أم أرسي نهجاً جديداً؟"
وكشف الجميّل "عرض علينا العهد المشاركة في الحكومة ورفضنا، ومبادرة رئيس الجمهورية مشكورة ولكننا لسنا مقتنعين بحكومة شبيهة بالسابقة"، سائلا: "هل من الطبيعي أن لا نشهد أي نقاش حول ما يجب أن نقوم به بعد تشكيل الحكومة منذ 6 أشهر؟".
وتابع رئيس "الكتائب": "نريد فريقا متجانسا في الحكومة، وليس ضرورياً أن تكون حكومة وحدة وطنية وبعد اجراء الانتخابات فلتحكم الأكثرية، والأكثرية اليوم هي عند "حزب الله" الذي يملك اليد الطولى بتشكيل الحكومة"، لافتا الى أنه "إذا كان هناك فعلاً خطورة على البلد، فالمطلوب أن نقوم بأمر استثنائي ولدى الرئيس الحريري حلّان او الاستمرار بالترقيع او وقف ما يحصل".
وقال الجميّل: "لو كنت مكان الرئيس الحريري لكنت شكّلت حكومة اختصاصيين والتفكير كيف سنبني لبنان جديداً، نحن بالتصرّف فنحن المعارضة الحقيقية وطريقة تشكيل الحكومة هي حرب أهلية مستورة ويجب بناء الدولة بمنطق سلم لا منطق مغانم وحرب"، معلناً في سياق منفصل "لو كنت أملك أي وثيقة أو أمراً ملموساً في ملفات الحسابات الوهميّة لما بقيت ساكتاً وكنت ذهبت إلى القضاء كما فعلت في ملف "سوكلين" وأتمنى أن يقوم القضاء بعمله".
وأشار الجميّل الى أنّ "الهدف من القانون النسبي كان إدخال سنّة "8 أذار" الى المجلس النيابي، فلماذا الجميع متفاجئون بعقدة تمثيلهم بوزير؟"، مضيفاً "لست مقتنعاً بكل مفهوم المحاصصة القائم، وهدفي بناء بلد ويجب المحاسبة على الأداء ودوري في حزب "الكتائب" خلق تغيير بنيويّ في لبنان"، مشدّداً على أنه "لم نحصل في حزب "الكتائب" على أموال من خارج لبنان وسننشر مصادر تمويلنا ووضعنا المالي "بالأرض" بكلّ فخر".
وفي ملف النفايات، قال الجميّل "لا المتن الشمالي حمّام ولا برج حمود وهذا كلام معيب وغير مقبول وليس صحيحاً انه ليس لدينا بديلٌ، ونسبة الفرز لا تتخطّى 7 في المئة في برج حمود، وما ارتكب جريمة بحقّ صحتنا وبحق أبنائنا وطرحنا إيجاد حل موقّت الى حين بناء المعامل القادرة على معالجة النفايات بطريقة بيئية"، مضيفاً: "طرحنا نقل مطامر النفايات بشكل موقّت الى مناطق نائية كالسلسلة الشرقية، إلى حين بناء المعامل، والمشكلة انه ليست لدينا ثقة بدولة قادرة على ضبط مسألة خطيرة كمحارق النفايات".
وأردف رئيس حزب "الكتائب" "هناك جنون وجشع وغياب للتخطيط، وتمّ استعمال الوزارات لصرف أموال الدولة في الانتخابات وأحذّر من انهيار اقتصادي"، داعياً "لوقف نزيف الكهرباء وتنظيف الإدارات من المحسوبيّات والمحاصصة وأي دولة هذه التي لا تعرف عدد موظّفيها؟".
وعلّق الجميّل على ملف الاسكان بالقول: "لا يجوز توقيف قروض الإسكان والقروض للقطاعات المنتجة، وما وصلنا إليه هو نتيجة تراكم سياسات مالية خاطئة".
وفي سياق آخر، رأى الجميّل أنه "من الأفضل أن نحصل على 3 نواب وأن يبقى حزب "الكتائب" كما هو، ورهاني على الناس والقناعة بالتغيير لن تولد خلال يوم واحد، إرتكبنا الكثير من الأخطاء بحق أنفسنا وليس بحق البلد وأجرينا مراجعة داخل الحزب"، وتابع "كل المبادئ التي ناضلنا واستشهدنا من أجلها مهددة وهدفي الحفاظ على معنى وجود "الكتائب" وأن لا يصبح جزءاً من الخطأ".
وردّاُ على سؤال من الجمهور في الاستديو، أجاب الجميّل: "نحن نقدّر شباب "التيار الوطني الحرّ" وكنا في الخندق نفسه وأحترم الرئيس عون وما قلته هو ان ملف البواخر خاطئ، فملفّ البواخر لم يقرّ لأننا وقفنا بوجهه وأوقفناه، ولِمَ لا نختار الدولة بدل الاختيار بين مافيا ومافيا؟".
وعن تفاهم معراب، قال الجميّل: "وصلوا الى قناعتي بأن المصالحة ضرورية، ولكن المحاصصة لا تبني تحالفاً والخوف أن تؤثر هذه المحاصصة على المصالحة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك