حُلَّت العقد الحكوميّة كافّةً من دون أن تصل العقدة السنيّة حتى اللحظة إلى مخرج يُسرّع عمليّة التأليف، في ظلّ إصرار شديد من قبل "حزب الله" على تمثيل النواب السُنّة المستقلّين بحقيبة وزاريّة.
حول هذا التصلّب في المواقف، ترى عضو اللجنة السياسية في "تيار المردة" د. ميرنا زخريا أنّه "لا توجد عقدة من دون حلّ ولكن المهم أن يكون الحل عادلاً، فالإنتخابات النيابية أفرزت 27 نائباً سنّياً، حيث 17 منهم مع "تيار المستقبل" الذي يُعتبَر الأوسع تمثيلاً وحصد 37 بالمئة من الأصوات التفضيلية السنية التي اقترعت، فيما عشرة نواب من خارج "المستقبل" حصدوا 11 بالمئة من الأصوات التفضيلية، ما أدّى إلى تحوّل واضح في مجلس النواب ما من شأنه أن يؤدي إلى تحوّل مقابل في مجلس الوزراء".
وتعتبر، في حديث لموقع mtv، أنّ "الشخصين المسؤولين هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، أما مطلب السنّة المستقلين فهو شرعي لأنه واستناداً لمعيار التوزير الذي اتُفق عليه فإن "تيار المستقبل" يحصد فقط خمسة مقاعد"، سائلة: "هل من المنطقي أن يصرّح فخامته أنه يجب احترام النتائج النيابية عند تشكيل الحكومة ثم ينقلب على كلامه فيما يخصّ سنّة الثامن من آذار من دون غيرهم؟"، مُضيفةً: "هل من المنطقي أن يمنع فخامته من جهة أولى توزير سنّة ذات وزن شعبي قوي أمثال عبد الرحيم مراد وجهاد الصمد وفيصل كرامي وغيرهم وأن يوزّر من جهة ثانية سنيّاً لا توجد عنده أي صفة تمثيلية؟".
وحول التصريح الأخير للنائب جهاد الصمد، أشارت زخريا إلى أنّه "من الطبيعي أن يكون مقعد نواب سنّة المعارضة منبثقاً عن الحصة السنية، إذ جميعهم فازوا بأصوات السنّة وليس بالصوت المسيحي أو الشيعي، فـ"حزب الله" لم يساهم في إنجاحهم ولا يوجد ثقل شيعي في البقاع والشمال وصيدا وغيرها، كما أن التيار العوني كان له مرشحوه ضدهم"، مُردفةً: "إن الدوائر التي أوصلت هؤلاء النواب للبرلمان هي دوائر سنية بإمتياز، وبالتالي يحق لهم وفق نسبية النتائج النيابية أن يحصلوا على مقعد وزاري من حصة طائفتهم، وإلا فكيف نترجم نتائج الإنتخابات؟".
وعن الأصوات السنيّة المعترضة على تمثيل النواب المعارضين، قالت: "بدايةً "حزب الله" هو حزب لبناني جذوره في جبل عامل بالجنوب، ثم إذا كان هذا خيار أكثر من ثلث سنّة لبنان فهذا القرار يعود إليهم وليس لغيرهم، وفي كافة الأحوال "حزب الله" تأسس عام 1982 فيما هم نواب أتوا من عائلات سنيّة عريقة وموجودة في مجلس النواب ومجلس الوزراء قبل ولادة الحزب بزمنٍ طويل فيكفي تضليلاً للحقائق".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك