تابعت مصادر مسيحية باهتمام بالغ كلمة رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض في الذكرى الـ29 لاستشهاد والده الرئيس رينه معوض. ومرد الاهتمام يعود إلى أكثر من نقطة لافتة تطرق إليها في خطابه.
ففي الشكل، ورغم أن معوض منضوي في تكتل "لبنان القوي" ومتحالف مع "التيار الوطني الحر"، إلا أنه يصرّ على اعتماد خطاب مسيحي جامع، وعلى أن يكون جسر عبور بين الأطراف المسيحية المتخاصمة من دون أن يصطفّ مع طرف ضد آخر.
هكذا نوّه معوض بالمصالحة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" كما دعا إلى إعادة إحياء مصالحة معراب وتفعيلها إنطلاقاً من الإيمان بأهميتها على صعيد التوازن في الشراكة الوطنية، وفي هذا التوجه أكثر من دلالة وعبرة، إضافة الى دعوته الى نبذ كل خلافات الماضي والاختلاف حول البرامج، لا التقاتل حول ما جرى في الماضي.
كما كانت لافتة وبشدة إشارة معوض إلى ضرورة احترام الجميع لـ"الطائف" والمناصفة الحقيقية وعدم التحايل عليها في زمن الحديث عن المثالثة، كما أن ابن المدرسة الشهابية، كما يحب معوّض أن يعرّف عن نفسه، لم يتردد في التصويب على من لم تناسبه الشراكة مع رئيس قوي في بيئته ويرغب في العودة الى حقبة التسيعينيات التي أعقبت استشهاد الرئيس معوض، في غمز قوي حول ثلاثي في الحكم كان يفضّل التعامل مع رئيس مسيحي ضعيف للإبقاء على مصادرة قسم كبير من التمثيل المسيحي وزارياً نيابياً وإدارياً.
من هنا، يمكن فهم إشارته المكررة حول أن أكثرية القوى التي تعارض العهد وتحاول إفشاله ليست لا سيادية ولا بعيدة عن الفساد، وبالتالي فإن حربها على العهد لن تأتي لا بالسيادة ولا بالشفافية ومحاربة الفساد!
من هذا المنطلق، تقرأ المصادر المسيحية في دعوة معوض الى الالتفاف حول العهد فرصة لجمع الشمل في أدق مرحلة تاريخية يمرّ فيها لبنان حيث يحتاج جميع المسيحيّين إلى دعم رئيس الجمهورية عشية تشكيل حكومة جديدة، ولو تأخرت، وخصوصا أن الرئيس ميشال عون وعد بطرح الاستراتيجية الدفاعية كبند أساس على جدول أعمال هذه الحكومة إضافة الى كل ما يتعلق بمقاربة العقوبات الأميركية على "حزب الله" وإيران، ما يفترض تحصين موقع رئيس الجمهورية الذي يتعرّض لمحاولة تطويق من "حزب الله" وفريقه، وفي مقدمهم النواب السُنة الستة الذين يقولون علناً ما يتجنب قوله "حزب الله".
أما الخلاصة اللافتة، وفق مراقبين شاركوا في ذكرى الرئيس معوض، كانت من جهة الحضور الرفيع القواتي والعوني، إضافة إلى التهاني التي تلقاها معوض من الجانبين المسيحيّين على مضمون كلمته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك