في مرحلة الفراغ الحكومي، يشغل جبران باسيل نفسه واللبنانيّين بما قد يفيد. بعد مضيّ أشهر على انتخابات نيابيّة حمل الجميع فيها شعار مكافحة الفساد، حتى بات الفساد في لبنان يتيماً، بلا أمّ وأب، ها هو يعلن بدء ترجمة القول الى فعل.
يعقد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل مؤتمراً صحافيّاً قبل ظهر اليوم في مركز التيّار الوطني الحر في سن الفيل للإعلان عن إطلاق حملة "التيّار ضدّ الفساد".
ليست مكافحة الفساد بجديدة على خطاب "التيّار" ومسيرته. بعد عودة مؤسّسه الرئيس ميشال عون الى لبنان من منفاه، وخوضه العمل السياسي المباشر، كان اسم التكتّل "الإصلاح والتغيير"، والكلمتان تصبّان في خانة محاربة الفساد. لم يتحقّق، منذ ذلك الحين، الكثير والأسباب عدّة. جعلت تجربة السلطة "التيّار" متّهماً أحياناً بالفساد، عبر وزراء ونافذين فيه. اتّهامات تبقى، حتى الآن، في إطار السجال السياسي من دون أن تَثبت.
من هنا، يبدو باسيل، "كابتن" العهد الرئاسي، في خطّة هجومٍ مضاد، فيحمي مرمى "التيّار" من الأهداف ويسعى لتسجيل أهداف في مرمى الخصوم.
إلا أنّ هذه الحرب على الفساد ليست سهلة أبداً، وهو ما تدركه قيادة التيّار الوطني الحر. الفساد مستشرٍ، ويستوجب تكاتفاً بين أكثر من فريق، ما يضع الجميع على المحكّ في هذا الموضوع، كي لا يكتفوا برفع الشعارات، بل تُترجم الى إنجازات.
وبالحديث عن الإنجازات، يرى مصدر في "التيّار" أن ّ وزراءه حقّقوا ولو اليسير على هذا الصعيد، إلا أنّ الحجم الكبير للفساد منع بروز ما تحقّق. لذا، ستكون الحملة هذه المرّة على شكل ورشة على صعيدَي التشريع والحكومة والإدارات والقضاء، مع حثّ الجيل الجديد على الابتعاد عن آفة الفساد.
وسيطلق "التيّار" اليوم "هاشتاغ" خاص بالمناسبة هو #التيار_ضد_الفساد.
لعلّ البداية تكون من حسن اختيار وزير العدل في الحكومة المقبلة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك