أتى قرار صحيفة "المستقبل" حصر صدورها بالإعلام الإلكتروني ليدقّ ناقوس الخطر حيال الصحف المتبقية في لبنان في ظلّ الأزمة الماليّة التي يمرّ بها هذا القطاع حول العالم.
يرى رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام أنّ "الأزمة تطال القطاع الإعلامي برمّته، وليس فقط المكتوب، وهي مرشحة للتفاقم إذا بقيت الدولة اللبنانية غائبة عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها خصوصاً تجاه الصحافة المكتوبة".
ويُشير، في حديث لموقع mtv، إلى أنّه "في الدول الغربية تتلقى الصحف مساعدات مالية من الدولة والمصارف الكبرى، في حين أنّ هذا الأمر غير موجود على مستوى الصحافة اللبنانية ما يزيد الأزمة تفاقماً مع مرور الوقت"، منبّهاً من أنّ "الصحف في لبنان فقدت الأسواق العربية التي كانت مصدر تمويلها الأساسي ما ساهم في اشتداد المشكلة الحالية".
ويُضيف: "الإنهيار القائم في الوضع الإقتصادي انعكس حتماً على الميزانيات الإعلامية ونضوبها ليُلامس ذلك واقع الصحف"، لافتاً إلى أنّ "انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة السهلة والسريعة يلعب دوراً أساساً، لكن هناك فرق بين المعلومات المتداوَلة على المواقع الإلكترونية وبين صحة المعلومات المنشورة في الصحف المكتوبة التي تملك حرية الرأي والتحليل كما مسؤولية تقاطع المعلومات".
وينقل سلام أنّه "منذ سنتين بدأنا الجهود للإهتمام بموقع "اللواء" الالكتروني، لكنّ ذلك لا يغني عن الطبعة الورقيّة، ونحن في حالة نضال مستمرّ من أجل البقاء".
يُشدّد نائب رئيس تحرير صحيفة "النهار" نبيل بو منصف على أنّ "النهار" باقية بنسختها الورقية ومن غير الوارد التوقّف عن الصدور مهما تفاقمت الأزمة، وإضافةً إلى الورق تضمّ منظومتنا الإعلامية الموقع الإلكتروني والبث المباشر على "فايسبوك" منذ 3 سنوات".
يصف بو منصف، لموقع mtv، الأزمة التي تمرّ بها الصحف بالـ"خطيرة جداً"، إلاّ أنها ليست جديدة، فالجرائد تتكيّف معها بطريقة أو بأخرى ومَن يعجز عن التكيّف يوقف عندها الإصدار"، لافتاً إلى أنّ "الوضع السياسي الخطير لم يترك للدولة المجال للإلتفات نحو هذا القطاع".
وإذ يحيّي جهود وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي ضمن هذا الإطار، يأسف بو منصف أنّ "المشاريع التي تقدّم بها الوزير لم تحظَ بالتجاوب المطلوب"، مُشيراً إلى "عوامل خارجية تعاني منها الصحافة الورقية على مستوى دول العالم كافّة".
ويُضيف: "الصحف تحاول أن تبتكر كي تصمد وتحافظ على النسخة الورقية والصحافة الإلكترونية في آنٍ واحد"، مذكّراً بأنّه "في السابق كانت الأزمة موجودة إلا أنها لم تكن بهذه القوّة قبل استشهاد جبران تويني"، معتبراً أنّ "الثورات في العالم ضربت قطاع الإعلانات، بينما تراجعت رقعة القرّاء ومع ذلك قررنا الإصرار على الإستمرار للصمود، الكترونيّاً وورقيّاً".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك