بعد "سرايا المقاومة" و"سرايا نيابية" و"سرايا وزارية"، والحملات الدائمة عبر بيانات كتلة "حزب الله" وفريقه على رئيس الحكومة سعد الحريري، أتت الحملة على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وقبول الطعن بنيابة ديما جمالي، ليصبّان في مسار استهداف الحريري وما يمثّل، داخل الطائفة السنية وعلى مساحة الوطن، من إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن إمتداد عربي ودولي، والسعي لإضعافه وإضعاف موقع رئاسة مجلس الوزراء ودور الطائفة السنية في النظام اللبناني.
وسوف تكون الإنتخابات الفرعية المقبلة مناسبة جديدة لهذا الفريق لمحاولة إظهار بهتان التمثيل الشعبي للرئيس الحريري. عليه، فإنّ ترشّح الوزير السابق اللواء الريفي للإنتخابات الفرعية سوف يساهم بشكلٍ أو بآخر في تحقيق غاية فريق "السرايات الثلاث"، كونه سوف "يأكل من صحن" الرئيس الحريري ومن رصيده الجماهيري.
ويتمّ التداول أخيراً أنّ ريفي عرض عبر وسطاء تسوية على الحريري تخلص الى ترشيح القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أو السنيورة بدل ديما جمالي، مقابل الحصول على دعمه الكامل.
هكذا طرح لا يفيد في المعركة مع حزب الله، لأنّه أولاً، من غير اللائق بحقّ قامة وطنيّة مثل السنيورة أن يظهر بمظهر الباحث عن مقعد نيابي هنا وهناك.
ثانياً، إن ترشيح السنيورة، في ظلّ الحملة التي تستهدفه، سوف تُظهره في موقع المُتهم الباحث عن حصانة نيابيّة، وهو ليس في هذا الموقع.
ثالثاً، إنّ ترشيح أيّ شخصية غير ديما جمالي (خصوصاً من صقور "المستقبل" مثل علوش والسنيورة وغيرهما) سوف يُظهر الحريري في موقع الضعيف الذي يستنجد بالصقور لتحسين وضعيّته الانتخابيّة.
في الخلاف بين الحريري وريفي، يعتبر الحريري أنّه تعرّض للطعن من قبل الأخير. إعادة وصل ما انقطع بينهما، يكون من خلال تقديم ريفي مبادرة ايجابية كبيرة عملية وغير مشروطة باتجاه الحريري، وتشكل هذه الإنتخابات فرصة للقيام بذلك. ماذا لو خرج ريفي وأعلن أنّه لن يسمح لـ"حزب الله" بشرذمة الصف أكثر، وبالإستقواء على الحريري وإضعاف موقع رئاسة مجلس الوزراء، وعليه سوف يكون الى جانب الحريري في هذه المعركة، مع الاحتفاظ بحقّ التباين والاختلاف معه حول كيفيّة مواجهة مشروع "حزب الله".
هكذا موقف عملي غير مشروط سوف يفتح الباب بشكلٍ كبيرٍ أمام فرصة التلاقي بينهما وإعادة لمّ الشمل بعد الإنتخابات، وفي ذلك مصلحة لريفي وللحريري وللبيئة التي يمثلانها.
سيقول البعض إنّ ريفي سيدفع سلفاً على أن يُحصِّل لاحقاً من دون ضمانات. نعم صحيح، لكن في حال رفض الحريري لمّ الشمل مع ريفي بعد الإنتخابات، ولم يُقدِّر إيجاباً خطوة ريفي، لن يكون اللواء عارياً سياسياً وفي موقع الخاسر أمام الرأي العام، بل أنّ موقفاً كهذا سوف يعزّز موقعه لدى القاعدة الشعبيّة المتململة (ومنها قاعدة "المستقبل") من التسويات، وتشعر بالغبن نتيجة ممارسات "حزب الله".
الكرة في ملعب ريفي، له الخيار في تصويبها باتجاه المزيد من الشرذمة والانقسام، الأمر الذي سوف يسهّل أمام "حزب الله" مهمّة تحقيق مشروعه، كما أنه سوف يؤدي الى قطيعة مطلقة مع الحريري. أو يقوم بتسديدها نحو الباب الموصد بينه وبين الحريري، ممّا يعطي فرصة كبيرة لخلع هذا الباب ولمّ الشمل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك