قد يقال ان فصول السجالات بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر التي اندلعت أخيراً انتهت مع تدخل رفيع المستوى لكن من دون ان يعرف ما اذا كان المجال سيفتح للعودة اليها . والأمر ربما يحصل من خلال مكان ما او من خلال ملف سواء كان صغيرا او كبيرا. ولذلك يبقى الترقب سيد الموقف خصوصا اذا لم تتوافر تعهدات معينة بين الطرفين. ومعلوم ان السجال بين التيارين الأزرق والبرتقالي ليس الأول لكنه بلغ حدته في هذه المرة وفق ما تراءى لدى كثيرين.
فهل تطوى صفحة الخلاف أم يستعر من جديد لاسيما إذا لم يعالج من أساسه؟
عدم تكرار فتح النار
تقول مصادر تيّار "المستقبل" لوكالة "اخبار اليوم" إنّ عدم رد المستقبل في اوقات سابقة على تصريحات مسؤولي التيّار "الوطني الحر" لن يتكرّر وان الخط الثابت المتوافق عليه هو ابعاد التسوية عن اي خضة تحصل بعدما سرب كلام عن تمسك الطرفين المعنيين بها.
وتشير المصادر الى أنّ ثمّة حاجة الى عدم تكرار ما جرى لجهة التصويب على قيادات "المستقبل" والمؤسّسات التابعة له كي تنتظم الأمور ولذلك لا ضرر من قيام نوع من التعهد بعدم تكرار موضوع فتح النار عليه والذهاب بعيدا بعبارات وتوصيفات يراد منها خلق مشكلة في البلاد.
وجود تدخل
وتؤكد المصادر أنّ الكلام ونقيضه والذي ورد على لسان رئيس التيّار الوطني الحر الوزير جبران باسيل استوقف المعنيّون في التيار الأزرق وبدا وكأنّ الحملة قائمة وهناك من يسعى الى ايقافها عبر اسداء النصائح الى الوزير باسيل، لافتة الى ان تراجع حدّة الخطاب لديه يؤشّر الى وجود تدخل تحت عنوان التهدئة.
لن تمرّ مرور الكرام
وتوضح ان المسألة كلها تستدعي اعادة نقاش فوري حول اهداف الحملة وما يرمي إليه باسيل والحقيقة عن مطلب تغييرات يرغب بها وتطاول اجهزة وادارات محسوبة على المستقبل معلنة ان قيادات التيار الأزرق لن تقبل بأي كلام في هذا المجال، وأنّ أيّ محاولة جديدة يراد منها اي انقلاب لن تمرّ مرور الكرام مشيرة الى أنّ لا داع لأن تبث اشاعات عن تداعيات على الأرض لأنّ الجانبين لن يسمحا بذلك والتصحيح يبدأ بحوار عقلاني وتجنّب أيّ مواقف استفزازيّة وتحمل أبعاداً معيّنة.
"التيار": ليس مقبولاً أيّ تعاط أحادي
من جهتها، تشدّد مصادر في التيّار الوطني الحر على انه ليس مقبولاً أيّ تعاطٍ أحادي من قبل رئيس جهاز يدرك وجود سلطات دستوريّة في البلد، وتقول ان بعض قيادات المستقبل توجه بشكلٍ جارح الى الوزير باسيل الذي لم يقلّ في اي مرة إنّ التسوية ولّت الى غير رجعة.
لا مصلحة للبنان في بروز خلافات
وتؤكد المصادر أنّ التيّار الوطني الحر من دعاة الإنفتاح وتبادل الرأي ولا يريد أيّ سجال مع اي فريق، لكّنه لا يقبل بإستفزازات كلامية تحصل للتصويب على الوزير باسيل واظهاره وكأنّه يعمل ضد مصلحة لبنان، مشيرة الى ان الأمر بدا وكأن هناك من ينتظر مسؤولين في التيار الوطني الحر للانقضاض عليهم. وتلفت الى أن باسيل وقيادات الوطني الحر يعرفون ان لا مصلحة للبنان في بروز خلافات بين الأفرقاء داخل البلد لكن اي خطأ يستدعي مراجعته ويبقى الكلام المباشر هو الوسيلة الأنجح على ان ما يتم تداوله عن عودة عقارب الساعة الى الوراء في علاقة الفريقين غير صحيح، حتى وإن برزت تباينات في بعض الأحيان.
وتشير الى أنّ الكلام أيضاً عن مصالحة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير باسيل هو امر يتصل بهما فقط، قائلة ان من يراهن على شلّ الحكومة بفعل ذلك مخطىء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك