يمرّ لبنان بفترة "ضياع" سياسي بفعل السجالات العنيفة بين التيار "الوطني الحر" و"المستقبل" من جهة والحزب "التقدمي الاشتراكي" و"المستقبل" من جهة ثانية. فإلى أين تتجه العلاقات بين القوى السياسية والمكونات الحكومية وتالياً مصير البلاد برمّتها؟
عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ أكد لـ"المركزية" "أننا نشهد بعض الضياع في المواضيع، لكن عندما تبدأ المناقشة الجدية يوم الاثنين في مجلس النواب في بنود الموازنة ينحصر الموضوع" وتمنى "أن يحصر كل الافرقاء اهتمامهم في الموازنة" لافتا إلى "أن هذه هي الاولوية الآن، والخلافات الجانبية تضر، من أي جهة كانت". وشدد على أن الامور "تحتاج الى التأكيد على الثوابت الوطنية والتوازنات التي أرساها اتفاق الطائف" ورأى "أن المشاكل وستتفاقم في حال لم نحترم مندرجات اتفاق الطائف بالنسبة للتوازنات، وخرجنا من فكرة حقوق الطوائف". واوضح "ان التركيز على حق الطائفة من هنا، وحقها من هناك، سيزيد الشرخ والتشنج"، مؤكداً "أن علينا بدلا من ذلك، التوجّه للحديث عن حق الوطن والمواطن، والخروج من هذا الخطاب الطائفي، الذي ابتعدنا عنه لفترة طويلة، والذي يصرّ البعض، في الفترة الاخيرة، على تعزيز الغريزة الطائفية. فلا بد من العودة الى ثوابتنا والى التوازن السياسي الذي ارساه اتفاق الطائف، ونحمي هذا البلد ونركّز على الموازنة، لأنها موضوع الساعة، الكارثة الاقتصادية التي نواجهها، والتي تحتاج الى معالجات وعدم التلهي بصراعات سياسية جانبية".
هل من خوف على التسوية الرئاسية وعلى البلد في ظل هذا التشنج بين الافرقاء؟ قال الصايغ: "نتمنى الخروج من التشنج والدخول في الاساس والانتقال الى الحديث الجدي عن كيفية انقاذ الاقتصاد وتنميته". ولفت الى "أننا مقبلون على صيف، وهذا الحديث الذي شهدناه الاسبوع الماضي، يضرب الموسم السياحي".
أمنياً، في ظل اعلان اسرائيل منطقة مزارع شبعا عسكرية وفي ظل الاعتداء الارهابي الذي وقع في طرابلس، قال:"الامران غير مرتبطين ببعضهما البعض. التهديد الاسرائيلي امر اعتدنا عليه، وعلينا ان نكون دائما على جهوزية ومستنفرين للتعاطي معه. اما ما حصل في طرابلس، فاعتبره عملاً فردياً، وهو يحصل في كل دول العالم. طبعا ما حصل إجرام وإرهاب ومُدان ومُستهجن، ولبنان من أقل الدول تعرضاً لمثل هذه الجرائم، والقوى الامنية تتعامل معها بالكفاءة اللازمة"، وتمنى "متابعة القضية، ومن المهم حصول معالجة استباقية لهذا النوع من الجرائم".
وعن مشكلة النزوح السوري وما حصل في دير الاحمر، قال: "ملف النازحين عبء كبير على لبنان، والكل يُجمِع، داخلياً وإقليمياً ودولياً على هذا الامر، وبتحمّل لبنان ما يفوق طاقته في هذا المجال، ان من خلال المنافسة على فرص العمل، او استهلاك البنى التحتية... هناك اعتراف دولي بالتضحية التي يقدمها لبنان، لذلك من الطبيعي ان تخلق تشنجات". وشدد على ضروة الانتباه الى "العامل الانساني، والا نتعاطى مع الموضوع بعصبية وطنية او مذهبية او عنصرية، لأن لا ذنب للنازح. انما الموضوع يحتاج الى معالجة، وعلى الحكومة مجتمعة ان تجد حلولاً حقيقية، لإراحة المجتمعات الحاضنة لهذا النزوح، بانتظار عودتهم الى بلدهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك