المقاتل الماروني الذي تنقّل على حصانه بين مناطق لبنان لمقاومة الإحتلالات، وفي يده المسبحة الورديّة، لم يعد رمزاً وطنياً فحسب... بل أكثر: على طريق القداسة.
يُفيد الأب يوحنا مخلوف، الذي تابع عن كثب المسار الروحي والوطني لـ"بطل لبنان"، في حديث لموقع mtv، بأنّ "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان تسلّم دراسات موثَّقة ومفصَّلة، عُرضت في أكثر من كتاب، حول هذه الشخصيّة التي دفعته إلى وصفها بـ"أيقونة وقربان على مذبح الوطن".
ويُشير إلى أنّ "يوسف بك ترك لبنان مغادراً إلى المنفى بعد خوضه 10 معارك مفصليّة مع الأتراك الذين أبدوا خوفاً منه لأنّه تمتّع بنزعة ثورية وتحرريّة برزت أيضاً في مواجهته الإقطاع من داخل بيته، ما وضعه في خانة الإستهداف الدائم إن بالسجن أو بالقتل"، معتبراً أنّ "نقطة ضعفه كانت شعبه حيث سطع قوله الأشهر "فلأضحّ أنا، وليعش لبنان".
ويُضيف مخلوف: "تلقّى كرم مرحلته الدراسيّة الأولى لدى رهبان اللعازريّة، حيث عاش الصلاة والزهد والحياة الروحية، كما كان له الفضل في تأسيس مدرسة "الرسل" بهدف "قيادة شعب الله" على حد تعبيره"، مُضيئاً على أنّ "يوسف بك حاز على مكانة خاصة لدى بابا الفاتيكان ونابليون وغيرهما من قادة الدول والمرجعيّات السياسيّة المؤثّرة".
وبهدف توحيد الطوائف المسيحيّة والكنيسة، جهد لتأسيس أخويّة مار يوسف في روما في العام 1884، واستمرّت حتى العام 1888، وانضمّ إليها 12 شخصاً عاشوا حياةً رهبانيّةً فريدة.
ويكشف مخلوف أنّ "يسوع المسيح ظهر في إحدى المرّات بنوره على يوسف بك كرم وكلَّمه، حيث وصل في تلك اللحظة إلى نوع من المشاهدة"، مُفصحاً عن أنّ "جثمانه بقي 13 شهراً تحت الأرض، ليتمّ إخراجه بعد حين عندما سمح الأتراك لأبناء أخيه بهذه الخطوة والتوجه به إلى إهدن حيث سُجيَ في كنيسة مار جرجس، المكان الذي نعتبره فيه قدّيساً شعبياً".
والأهمّ عندما يقول إنّ "لجنة اختصاصيّين من إيطاليا عملت على توثيق الوضع الذي يصمد فيه جسد يوسف بك حتى يومنا هذا، وكشفت عن خلايا دمويّة حيّة في مختلف ارجاء جسده، مع تسجيل تفاعل سلبي واضح مع الفطريّات"، مستنتجاً "هاتان علامتان ماديّتان لا لبس فيهما على قداسته".
وأعاد التأخير الحاصل في ملف التقديس إلى الإنشغال بملف تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، مُشيراً إلى أنّه "في 13 تموز 2018، قرأ البطريرك الراعي كتاب "يوسف بك، روحانيّة المنفى" وأبدى اقتناعه الكامل بفتح دعوى التقديس معلناً السماح بمباشرة التدابير العمليّة على هذا المستوى".
ويختم مخلوف بإعلانه أنّه "بصدد تشكيل لجنة لمتابعة الملف عن كثب، بالتعاون مع مؤسّسة يوسف بك كرم، كي يكون لنا قديسٌ جديد من إهدن إلى كل لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك