صحيح أن المصالحة الدرزية - الدرزية التي شهدها قصر بعبدا يوم الجمعة الفائت طوت صفحة حادثة قبرشمون، على الأقل في جانبها الأمني، غير أن الأهم يكمن، وفق مقرّبين من المختارة، بالتأكيد في أنها كرست زعامة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الشوف خطا أحمر لا يكسره سجال سياسي عابر.
غير أن مصادر سياسية مراقبة تنبه عبر "المركزية" إلى أن "رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان لا يقارب الأمور من هذه الزاوية"، مشيرة إلى "انه لا يمكن أن يفسر إلا على أنه محاولة لاستثمار المكاسب السياسية الآنية (على الأقل) لمصالحة بعبدا، أطلق زعيم خلدة معركة التعيينات الادارية في المراكز المخصصة للدروز في الادارات الرسمية، مصوبا في اتجاه "التمثيل السياسي المنقوص للطائفة الدرزية"، ومطالبا بمشاركة فاعلة في عملية اتخاذ القرار السياسي".
وتذكر المصادر بأن هذا الموقف العالي السقف من جانب إرسلان لم يتأخر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في ملاقاته بهجوم مماثل في اتجاه المختارة، وإن من دون تسميتها، لعدم إطاحة المناخات الايجابية التي ضخها اجتماع بعبدا، ذاهبا إلى حد القول صراحة إن "حادثة قبرشمون لن تؤثر على مسار التعيينات الادارية، ذلك أن التمثيل الحكومي يجب أن ينعكس عليها، وقد اتفقنا على ذلك مع حلفائنا".
وتشير المصادر إلى أن "التيار الوطني الحر قد يساهم هو الآخر في هذه الجولة الجديدة من الكباش مع جنبلاط، من باب استكمال تثبيت الوجود في الجبل، لافتة إلى أن طلائع معركة سياسية تصب في هذا الاتجاه، خصوصا في ما يتعلق بنائب حاكم مصرف لبنان الدرزي، الذي تحفل الكواليس السياسية بكلام عن أن إرسلان بدأ يعد العدة لخوض المعركة في سبيله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك