التعاطي مع تعيينات المجلس الدستوري كان كلعب الاطفال، "أخذتَ من اغراضي انتظر الفرصة المناسبة لأرد الصاع صاعين"، وهذا ما كان، حيث التعليق الاول على استبعادها عن "الدستوري" جاء: "مَن تنصّل من التصويت للموازنة، لا يسأل لماذا يتنصّل الآخرون من الإلتزام بحصة".
ليس دفاعا عن موقف "القوات"، وما اذا كانت قد أخطأت ولم ترشح الا مارونيا قالت اوساط نيابية غير تابعة "للقوات"، لا بد من الاشارة الى ان المجلس الدستوري الجديد منيَ بخسارة مدوّية، تمثّلت بخسارة المرشح الماروني المحامي سعيد مالك، ليس لسبب إلا لأنه ماروني لا أكثر ولا أقل. ولو كان كاثوليكيا أو أورثوذكسيا لكان قد عيّن. علما، أن المحامي سعيد مالك من أكثر الملمّين في القانون والقضاء الدستوري. وإختيار "القوات اللبنانية" له، كان إختيارا موفّقا وصائبا.
وتعتبر خسارته، خسارة كبيرة للمجلس الدستوري الجديد، أكثر مما هي لـ "لقوات اللبنانية". يتحمّل وزرها من عارض تعيينه في مجلس الوزراء امس.
ولا بد من الاشارة الى أن مالك ترشح منفردا، وبشكل مستقل، تبنّت ترشيحه "القوات اللبنانية" من خارج صفوفها.
سياسيا، فقد اشار مصدر "قواتي" مطلع ان تعيين حصة الحكومة من اعضاء المجلس الدستوري، هو قطرة الماء التي فاض بها كوب "القوات" التي ستنطلق نحو المعارضة من داخل الحكومة ابتداء من اليوم، حيث بدأ رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع بادخال تعديلات جذرية على الخطاب الذي سيلقيه في 1 ايلول خلال الاحتفال في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية. وهذا التعديل سيكون جوهريا لايصال الرسائل الى حيث يجب.
واعتبر المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان استبعاد مرشح "القوات" هو نتيجة الاتفاق الواضح بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل الى جانب اللقاءات التي حصلت بين الحريري والرئيس ميشال عون الذي طلب بشكل مباشر التنسيق الكامل مع رئيس التيار "الوطني الحر" لما فيه خير ومصلحة المرحلة المقبلة، وأول الغيث في المجلس الدستوري.
واضاف المصدر: موقف عون هذا لاقاه فيه "حزب الله" الذي لم يدخل في التفاصيل، لكنه لا يأمن ان يكون ضمن اعضاء المجلس الدستوري مَن تسميه "القوات" بعدما خبر "الحزب" اداءها على طاولة مجلس الوزراء. وفي هذا الاطار يعتبر فريق 8 اذار ان سلوك وزراء "القوات" اكان في حكومة العهد الاولى او الحالية كان مشاغبا ومزعجا، وقد تسبب هؤلاء بنوع من الاحراج في اكثر من ملف لفريق رئيس الجمهورية بدءا من ملف البواخر.
ورأى المصدر ان اقصاء "القوات" وان اعطاه دعم في السياسة الى انه لا يُصرف داخل المؤسسات، متوقعا الا تحصل "القوات" على حصة وازنة في التعيينات المرتقبة، اذ انها تعامل داخل مجلس الوزراء كما يعامل تيار "المردة" الذي لديه وزير واحد.
ولفت المصدر الى ان المقصود من كل ما حصل هو الدفع باتجاه احراج جعجع، لكنه لن "يقدّم لهم هدية" الاستقالة من الحكومة، انما السؤال الاساسي: هل سيعلن سمير جعجع دفن التسوية في ايلول ام ان الدفن سيكون تدريجيا من خلال اطلالات متتالية.
واضاف المصدر: انطلاقا مما تملكه "القوات" من كتلة نيابية ستبقى في مجلس الوزراء، وستبقى مشاغبة والتصعيد سيكون من خلال وزارة العمل، حيث الوزير كميل ابو سليمان يطبّق الدستور بحرفيته، وهذا ما يشكل الازعاج الكبير.
وهل ما حصل جاء ردا على عدم تصويت "القوات" على قانون موازنة العام 2019، اجاب المصدر ان الاطاحة بمرشح "القوات" لا علاقة لها مباشرة بالتصويت على الموازنة، وخصوصا وان الاختلاف (وليس الخلاف) قائم بين التيارين، وهناك اتفاق على تنظيمه، اذ لا يمكن لـ "القوات" ان تكون موالية تماما لكل مواقف "المستقبل"، لكن ما حصل هو رد على الدعم المطلق الذي قدمته "القوات" في دعم الحزب "التقدمي الاشتراكي" عقب احداث قبرشمون، واما الحريري فقد خضع للضغوط كي لا تعرقَل حكومته اكثر فاكثر.
وماذا عن موقف الرئيس نبيه بري الذي كان قد قطع وعدا الى "القوات"، اجاب المصدر: حصل تبادل بينه وبين "التيار الوطني" في ما يتعلق بملف ترسيم الحدود هذا الموقف مقابل استمرار بري في التفاوض.
مصدر في كتلة "التحرير والتنمية"، اشار الى ان بري لم يتراجع عن كلمته، لكن "القوات" اخطأت حين وضعت اسما وتوقفت عنده بل كان عليها طرح مروحة من الاسماء كي تتمكن من الدفاع عن خيارها، مع العلم ان لائحة المرشحين تضمنت 40 اسما.
واضاف المصدر: الحريري يعتبر ان "القوات" تخلت عنه في الموازنة، وكانت رأس الحربة في استهداف البنود التي كان يطالب بها "المستقبل".
وختم المصدر معتبرا ان الوطن يدفع ثمن هذا الأداء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك