في الورقة الماليّة - الإقتصاديّة التي تقدّم بها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، باسم تكتل "لبنان القويّ"، تشديد على ضرورة إلغاء بعض المؤسسات والهيئات والمجالس بهدف تخفيض الهدر المالي الذي تتسبّب به.
ما زالت الحكومة تُدرج في موازناتها السنويّة مجالس وهيئات ومؤسسات تُخصّص لصالحها مئات المليارات، فيتفاقم الهدر المالي من سنة إلى أخرى.
ويأتي في مقدّمة هذه المجالس، مجلس الإنماء والإعمار الذي تأسّس في العام 1977 وصدر مرسومه الإشتراعي رقم 5 ليكون مؤسسة عامة تتمتع بالشخصيّة المعنويّة وبالاستقلاليّة الماليّة والإداريّة، ويرتبط مباشرة بمجلس الوزراء. إلاّ أنّ علامات استفهام كثيرة تُطرَح حول عمل هذا المجلس وكيفيّة تعاطيه مع ملفّات عدّة، خصوصاً أنّ الهدف من إنشائه إنمائيّ بحت.
والأمر نفسه بالنسبة إلى مجلس الجنوب الذي تأسّس في العام 1970 كي يكون المرجعيّة التي تنظر في حاجات الجنوب وأبنائه وفق القانون رقم 9، وخُصّص مبلغ ليتمّ صرفه تباعاً لتلبية حاجات المنطقة وتوفير أسباب السلامة فيها. وأُعطيت الحكومة لهذه الغاية صلاحية إيجاد الموارد المالية اللازمة لتغطية المبلغ من بنود الموازنة المختصة بالنفقات بمراسيم تتّخذ في مجلس الوزراء .
من دون أن ننسى صندوق المهجّرين الذي أُنشئ بهدف تمويل مشاريع عودة وإسكان المهجّرين في المناطق اللبنانية وتحصين أوضاعهم الإجتماعية والإقتصادية، وذلك بإنشاء أو ترميم المساكن، أو بمنح المساعدات والقروض العينيّة أو الماليّة. إلاّ أنّه، وبعد سنوات طويلة، يتمّ العمل على إغلاق ملف المهجّرين وإلغاء الوزارة والصندوق معاً كي تُطوى هذه الصفحة قريباً.
وبهدف تخفيض العجز، تأتي المطالبة أيضاً بالوقف الكامل للمساهمات الماليّة المقدّمة من المؤسسات العامة وتقليصها جذرياً للجمعيّات السياحيّة والرياضيّة ولعقود الشراكة غير المُهمّة في الصحّة والتربية والمؤسسات غير المجدية والمدارس المجانيّة الوهميّة. فضلاً عن تخفيض المصاريف الإستهلاكيّة في الإدارات وتقليص حجم موازنات ومصاريف بعض الهيئات وزيادة المداخيل المتأتيّة من مرفأ بيروت والريجي.
ولا يكفي البلاد فائض الوزارات ووزارات الدولة لتُعاني أيضاً من أعباء هذه المؤسسات التي أصبحت شبيهة بـ"وزارات رديفة" تُكلّف الخزينة أموالاً طائلة كلفة رواتب المدراء والموظّفين، مع الإشارة إلى أنّ عدداً منها فاعلٌ ويتمتّع بهيكليّة قائمة بذاتها ويؤدّي دورَه ومهامه على أكمل وجه.
فهل تُلغى هذه المجالس والمؤسسات بعدما رفع باسيل الورقة الإنقاذيّة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك