من كان في الأمس القريب ضد القاضية غادة عون وممارساتها في القضاء، وكل ما يحوم حول اسمها، صُعق بمشهد من يفترض أنه نائب، يدوس على مبدأ فصل السلطات، وعلى استقلالية القضاء، وعلى ماضيه الإقطاعي المشرف، ليدافع عن موظفة يرعاها لأن هناك من يريد تعيين سواها بالطريقة نفسها.
رمز الفساد في القضاء كما قال حبيش، محامي الفقراء والمعوزين على مليارات صفقاته، لا يمكن أن يتصدى له شخص بهذه الأخلاق الرفيعة والفقه في القانون.
ما دمت تحدثت بالقانون، فمن المفترض أن تعرف أنه في دعاوى الإثراء غير المشروع، وخلافا لكل نص، لا تحول دون الملاحقة الجزائية الأذونات أو التراخيص المسبقة الملحوظة في القوانين مع مراعاة أحكام الدستور.
غادة عون إن كانت تحوم حولها شبهات أدت إلى عقوبات مسلكية بحقها، أو قامت بإجراءات انتقامية بحق متظاهرين، استعادت بفضل عنتريات الشيخ كثيرا من مكانتها، عندما قرر من يفترض أنه محام أن يقوم بهذه العراضة على بابها.
عال... إذاً هدى سلوم ضحية العهد وتركيباته، لكن هل استعادة العباءة الإقطاعية يحل المشكلة ويكشف ارتكابات العهد؟
على أي حال، لائحة فسادك طوال سنوات نكشها الثوار الحقيقيون، وليس مجموعة المصفقين الذين وقفوا يتفرجون على العنتريات على باب القضاء. وإليك تذكيرا بها، من هيئة إدارة السير إلى صفقات التجنيس، والمكبات العشوائية والاعتداء على الغابات وصولا إلى المقالع واستصلاح الأراضي والرمول. وبعد كل ذلك، تتعهد بالوقوف مع كل من تلاحقه غادة عون. شكرا يا روبن هود المحامين، لكن المتهم لا يحق له الدفاع عن الأبرياء.
الإدانة أتتك من أقرب الناس، شقيقة زوجة أخيك، الرائد سوزان الحاج، التي قسمت إقطاعيتك بين الدفاع عنها أو معارضة دورها في قضيتها. "وأنا مفكرة صوتك ما بيطلع... أتاري كرمال ناس وناس... كتير استفزني المشهد، يا ريت شفتو مطرح ما لازم كان".
مجددا، ليس دفاعا عن غادة عون، أو قبولا بالمبدأ المعاكس الذي ما زال يضع المؤسسات في إطار المزرعة، لكن تذكر يا شيخ... كلن يعني كلن... وإنت أول واحد منن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك