كتب أنطوان العويط:
على غرارِ المفترضِ من حياةٍ تحتَفِلُ بما هو ملوّن، ينشلني بيتر العويط من الزمنِ اللبنانيّ المشغوف حتّى الثمالة بالجريمةِ والجائحة، بالخرابِ الدمارِ الهلاكِ الفناءِ الموتِ، ليحلّق بي إلى حيثُ لا يكتفي الفضاء بحدودِ أثيره ولا أكتفي.
يدعوني الطفلُ الذي هو الطفلُ الذي أنا، إلى الغابةِ غابته ولا يتأفّف. لا يتبَرّم. لا يسأم. لا يضجَر. يركنُ إليها كما الأيْل إلى مجاري المياه. هناك يروحُ يخشعُ لإيقاعاتها. يستكين لموسيقاها. يستسلمُ لإلهاماتها. كلّما ولوْ في عزّ كانون، تصدحُ اشراقاتُ النقاء على مساماتِ السماء كلّما تنقشعُ الفسحاتُ على صفاءِ الروح.
هاكم الطفلُ الذي هو الطفلُ الذي أنا تُبهرُنا تلكَ الحالةِ مِنَ الاتّكاء على صنوبراتٍ يافعات. حين بمطاردة ظلْينا وخيالات البصر، يأخذني بيتر العويط إلى مروج أستنجدُ برحيقِ القلبِ ألاّ تُمّحى ولا تختفي. ولمّا يقفُ عند صخرتِهِ متصوّفاً، تتدفّقُ طقوسُ التجليّات من تأمّلاتِ البحرِ. بتهليلِ الأحلام يواكبُ مراكبَ الصيادين. ببوحٍ ليتورجيّات ملائكيّة. بعناق وريْقات صفصافة. ها هي الأناشيدُ تنتشي بصلواتِها وبِهِ، كوّة من نورٍ فوقَ كلِّ دجى. كلِّ عتمةٍ. كلِّ ظلمةٍ. كلِّ ليل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك