كتب أمين ناصر:
الفيلسوف الصيني كوفنشيوس قال ذات مرة "بدل ان تلعن الظلام اوقد شمعة"، والامن العام متمثلاً بمديره اللواء عباس ابراهيم المذكور بتغريداتكم جناب السيد وليد بيك غمزاً او لمزاً، ولما يملكه من علاقات ودية متينة معتدلة مع جميع اطياف الشعب العراقي ومرجعياته الروحية والدينية وطبقته السياسية.. عمل على توظيف ذلك في خدمة لبنان وشعبه من دون النظر الى طائفة او عرق او مذهب وحزب ودين.
"الهبة العراقية" التي تحولت من خمسمية الف طن من زيت الوقود الى مليون طن، كانت للبنان عن طريق اللواء عباس ابراهيم وانا اشهد على تفاصيل ذلك وكواليسه حتى تصويت مجلس الوزراء بالاجماع وصولاً لارتفاع نسبة التزويد، بعد مكالمة هاتفية بين السيد اللواء عباس ابراهيم والسيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
اللجان المشتركة التي عملت على الملف (العراقية واللبنانية) مرت بمخاضات عدّة
وعُدل الاتفاق لغير مرة بما يصب بصالح لبنان، فاشتركت وزارة النفط العراقية مع شركة "سومو" الوطنية المصدرة للنفط العراقي مع ديوان الرقابة المالية برئاسة وزير المال العراقي واشراف الرئيس الكاظمي.
لكن التعقيد كان في الوضع السياسي اللبناني المتأزم والمتشابك والضاغط على وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال، الذي بان بانه لا يملك القرار الفعلي في ذلك، من دون العودة الى استثناءات من رئيس الجمهورية وبعدها الحكومة لتصويت المجلس النيابي اللبناني على القرار مروراً بحاكم مصرف لبنان والاعتماد المصرفي بسبب البيروقراطية.
كل ذلك كان في معية اللواء وباشراف مباشر منه ودفع باتجاه سرعة وصول الفيول العراقي.
التعقيد كان في المناقصات التي فرضت الدولة العراقية شروطاً طبيعية ومنطقية عليها
لاسيما الشركات التي تتقدم للتكرير،
وعليه فان هذه الشركات يجب الا تكون مشمولة بالعقوبات ولا شركات لجهات او احزاب او تيارات.
فالعراق الدولة تعاطى مع لبنان الدولة في هذا الملف وغيره من ملفات في إطار وقوف الحكومة العراقية والمرجعية والشعب مع ازمات لبنان.
هنا لابد من الاشارة الى ان النفط العراقي لا يمر بدير الزور ولا البوكمال؛ وهذا قصور في النظرة التي تسقطها جنابكم على ملف النفط العراقي الى لبنان وهو اسقاط سياسي بامتياز، ذلك ان النفط يخرج من المياه العراقية الى الامارات "الشركة الوطنية للتكرير" الى لبنان عبر البحر. الا اذا تحولت الصحارى بين الانبار ودير الزور الى جزر سورية وعراقية داخل المتوسط.
وليد بيك العزيز، لا ادعوكم الى شكر اللواء لدوره ولم يطلب مني أحدٌ ذلك، لكنني سمعتها من قيادات عراقية، لطالما ان يكون هنالك من يعمل لبلده كما عمل اللواء.
والعراق اليوم، كما لبنان، امام تحديات كبيرة،
فرغم المشاكل التي يعيش انتفض لكم ووقف معكم، والتشكيك بعطائه او علاقته مع الجانب اللبناني بهذه الطريقة، فيه امر قد يوقع الجميع بالالتباس.
واخيراً المليون طن لم يصل منها الا ثمانين الف طن ونيف، والكمية المتبقية ستخرج تباعاً بمناقصات علنية لشركات التكرير، وعليه فالكمية التي وصلت لا تسد رمقاً الا اذا استعجلنا باستقدام الشحنات الاخرى.. واوقدنا شمعة بدل ان نحرق لبنان.
كاتب سياسي عراقي مستقل مقيم في بيروت
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك