السياسة: جنبلاط سيكون حاسماً في المواقف التي سيطلقها خلال الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي أواخر الجاري لجهة رفض وزرائه أي قرار بعدم تمويل المحكمة

أكدت مصادر موثوقة لصحيفة "السياسة" الكويتية أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط سيكون حاسماً في المواقف التي سيطلقها خلال الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي أواخر الجاري, لجهة رفض وزرائه أي قرار بعدم تمويل المحكمة، وأنه لن يجاري "حزب الله" وحلفاءه الذين يرفضون الموافقة على التمويل، باعتبار أن أي خطوة في هذا الإطار ستضع لبنان في مواجهة بالغة الخطورة مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى دعم الشرعية الدولية في حملته ضد إسرائيل للدفاع عن حقوقه النفطية في مياهه الإقليمية.

وأفادت المصادر ان جنبلاط سيكون واضحاً في رفض أي محاولة لضرب المحكمة والانقلاب عليها وإلغاء الاتفاق الموقع معها، لأن لذلك أضراراً كبيرة على لبنان ومصالحه، وبالتالي لن يكون أمراً سهلاً محاولة البعض تشويه العدالة والتعمية عن معرفة الذين يقفون وراء الجرائم التي حصلت في لبنان في السنوات الأخيرة.

وشددت المصادر على أن جنبلاط سيؤكد على ثوابته الوطنية والقومية لناحية حرصه على العودة إلى الحوار والانفتاح على سائر الفئات اللبنانية دون استثناء، لأن التقوقع والانعزال لم يعد لهما مكان في عالم اليوم، وسيعلن استمرار دعمه للمقاومة لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، لكنه سيجدد رفضه السلاح غير الشرعي في أي مكان من لبنان، وسيكون صريحاً للغاية في عدم قبوله باستمرار القمع الدامي في سوريا، وأنه لا بد من العودة إلى الحوار والتفاهم بين النظام والشعب السوري لوقف آلة القتل التي حصدت آلاف الضحايا.

وأشارت المصادر إلى أن جنبلاط مستاء من المواقف التي تصدر عن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وبعض حلفائه الذين يرفضون تمويل المحكمة، على اعتبار أنها ضد مصلحة لبنان وستأخذ البلد إلى أماكن لا يريدها قسم كبير من اللبنانيين، مؤكدة أن هناك مخاوف كبيرة على مصير الحكومة إذا انقسم الوزراء بين مؤيد ورافض للتمويل، ما سيضع الرئيس نجيب ميقاتي في وضعٍ لا يُحسد عليه مطلقاً، وسيكون أمام خيارين، أحلاهما مر.