الأرجنتين تسعى لمفاوضات سرية مع إيران حول هجوم بوينس آيريس الإرهابي
01/01/0001
اتفق وزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، على ان يعقدا اجتماعا في جنيف في نهاية تشرين الاول الجاري لبحث سبل ايجاد حل لتورط ايران المفترض في هجوم إرهابي ضد مركز شبابي يهودي في مدينة بوينس آيريس في 1994، والذي لقي فيه نحن 85 شخصا مصرعهم.
ويأتي هذا الاجتماع المزمع، بعد أيام على كشف الحكومة الأميركية مؤامرة مزعومة كان يدبرها عملاء إيرانيون بهدف اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير. وعلى ما يبدو، فان وزير الخارجية الارجنتيني ينوي المضي قدما لاجراء اجتماع جنيف مع نظيره الايراني رغم احاطته علما بان احد العملاء الإيرانيين الذين قبض عليهم في ما يتعلق بمؤامرة اغتيال الجبير، ويدعى منصور عربابسيار، كانت له صلة بهجوم بوينس آيريس، كما احيط علما باحتمال ان يكون عربابسيار تم تكليفه ايضا بتنفيذ هجمات في الارجنتين، لكن بسبب الجدل الدائر حاليا حول مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، فان تيمرمان اقترح ان يبقى اجتماع جنيف سريا حتى آخر لحظة ممكنة، وحرصت الحكومة الارجنتينية - بمن فيها تيمرمان - حتى الان على رفض الادلاء بأي تعليقات حول أي جانب من جوانب المؤامرة الايرانية منذ أن بدأت تتداول اعلاميا.
ويأتي "اجتماع جنيف" كأحدث حلقة في سلسلة من المبادرات الديبلوماسية التي انخرط فيها تيمرمان بدعم من الرئيسة الارجنتينية كريستينا فيرنانديز دي كريشنر بهدف مواصلة التفاوض مع الجمهورية الاسلامية عوضا عن المواجهة التصادمية معها. وكانت فيرنانديز دي كريشنر جنحت قبل ذلك إلى التخفيف من حدة نبرة مطالبات أرجنتينية سابقة لايران بضرورة تسليم 8 من مسؤوليها إلى المحاكمة في الارجنتين في ما يتعلق بهجوم العام 1994 الارهابي، اذ دعت بدلا من ذلك إلى اجراء تلك المحاكمة في دولة ثالثة.
وفي كانون الاول من العام الحالي، قام تيمرمان بزيارة سرية إلى مدينة حلب السورية بهدف تأمين مساعدة سورية في تسهيل المفاوضات حول هذا الشأن مع طهران. واثار تيمرمان تلك القضية مع نظيره السوري وليد المعلّم ومع الرئيس بشار الأسد. وحسب ما رشح من معلومات، فان مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الايرانية كان حاضرا في ذلك الاجتماع.
وخلال انعقاد اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الفائت، قالت الرئيسة الارجنتينية ان ايران "أبدت بعض علامات التعاون خلال الفترة الفائتة"، لكن الحكومة الارجنتينية واجهت انتقادات حادة من جانب بعض وسائل الاعلام بسبب قرار ديبلوماسييها البقاء جالسين داخل قاعة الاجتماع الاممي خلال إلقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لكلمته.
ومن المعروف ان حماسة تيمرمان الظاهرية للتقارب مع طهران يحظى بدعم من جانب بعض اللوبيات التجارية ذات الصلات القوية في الارجنتين، كما ان قيمة ايران كشريك تجاري للارجنتين تشهد نموا سريعا.
ففي عام 2010، كانت قيمة التجارة المتبادلة بين الدولتين توازي اكثر من 1.2 مليار دولار اميركي، كما ان ايران تحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة الشركاء التجاريين الاكثر اهمية بالنسبة إلى الارجنتين - وهي المرتبة التي تتساوى تقريبا مع اليابان، وعلاوة على ذلك، فإن ايران مرشحة لتكون خيارا ممكنا للمساعدة في ايجاد حل لاعتماد الارجنتين على واردات الطاقة، فالانتاج النفطي الارجنتيني دأب على التراجع المستمر منذ العام 2001، ومن المتوقع للارجنتين ان تستورد خلال العام 2011، ثلاثة اضعاف ما استوردته من الغاز الطبيعي المسيّل في 2010.
ومن المقرر ان يتوجه الارجنتينيون إلى صناديق الاقتراع في الثالث والعشرين من تشرين الاول الجاري لانتخاب رئيس للدولة. وتشير التنبؤات إلى ان الرئيسة فيرنانديز دي كريشنر ستفوز بفترة ولاية جديدة مدتها 4 سنوات، لكن هناك تقارير تشير إلى انها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحتفظ عند ذلك بتيمرمان كوزير لخارجيته