المرأة والمشاركة السياسيّة و... "لفّ" الشوكولا!
11 Oct 201406:29 AM
المرأة والمشاركة السياسيّة و... "لفّ" الشوكولا!

يستعدّ الجميع ويحجز مكانه في ساحة سوق بيروت للاستماع الى كلمات وآراء حول تفعيل دور المرأة ودعمها في الحكم.

الدعوة من وزارة الشؤون الاجتماعيّة، بالتعاون مع "الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيّة" لإطلاق مشروع مموّل من السفارة الإيطاليّة بعنوان "المرأة في الحكم".

عنوان أصبح مستهلكاً لدرجة أنّ قاموس كلمات مثل: الكوتا - 52 % من  المجتمع- هي الأم والأخت والزوجة وغيرها من الكلمات، باتت معروفة مسبقاً من قبل المتابعين لشؤون المرأة في المحاضرات والتدريبات التي تُعنى بهذا الشأن وما أكثرها!

"10 نساء فقط انتخبن أعضاء في البرلمان اللبناني منذ العام 1953 لغاية اليوم" شعار رُفع على يافطة وضعت  الى جانب مسرح عليه عشرة مقاعد فارغة، شكّلت عنصر المفاجأة الوحيد في الحفل.

بعد كلمات الترحيب الداعمة والشاملة، اعتلت المسرح نجمات الحدث. قياديّات حزبيّات ومستقلات، خضعن لدورات تدريبيّة حول بناء قدراتهنّ  في الوصول الى الحكم ومراكز القرار، لمشاركة الحضور تجاربهنّ على أمل أن يصل عدد المقاعد الى 30 على الأقل في المجلس النيابي.

 

 

 

طالبت القياديّة في حركة أمل مريم الشامي باستحداث وزارة لحقوق المرأة وتتحدّث عن معضلة غرق السيّدات بالعموميات إرضاءً للزعماء.

وتحدثت ميرنا زخريا، المنسّقة العامة للجنة النسائيّة في تيّار المردة، عن موضوع الساعة، وعن دور وصلاحيّات رئيس الجمهوريّة الذي تحوّل الى منصبٍ فخري.

وذكّرت القياديّة في حزب القوات اللبنانيّة أنجليك خليل، بالنقاشات التي تدور منذ العام  1975 حتى اليوم حول كيفيّة بناء الدولة الحديثة والعصريّة، وتسأل: "هل ممكن بناء هذه الدولة من دون المرأة؟".

بدورها شدّدت القياديّة في تيّار المستقبل نبيلة باباتي، على أهميّة التربية في المساواة بين الرجل والمرأة، وتتفق معها القياديّة في التيار الوطني الحر، مارسيل بستاني لتذكّربدور المرأة ومواقفها الجريئة خلال الحرب، ولتضيف اليهما القياديّة في الجماعة الاسلاميّة رنا سعادة، مفهوم المواطنة.

وحدهما رولا مراد وزينة كلاب تحدثتا عن تجربتهما المستقلّة في عالم السياسة. تؤكد الأولى أنّها تريد من المرأة صناعة التاريخ، السبب الذي دفعها الى إنشاء حزب الـ 10452 كلم 2، وتتحدّث الثانية عن تجربة ترشّحها في قضاء كسروان ومعركتها مع الرجل الخصم.

 

 

عبّرت القياديّات عن آراء سياسيّة تشبه نمط أحزابهن، وخلت الكلمات من "عدّة الشغل" لإحراز تقدّم في أخذ القرارات وكيفيّة وصولهن الى البرلمان، والعوائق التي يواجهنها في ممارستهنّ الحزبيّة المتراكمة.

 

 

باختصار، أتت نتيجة الحفل كغيرها. عاودت ذاكرتي قصّة سيّدة ارادت  خوض الشأن السياسي، فاختارت منطقيّاً أن تنخرط في أحد الأحزاب اللبنانيّة، وفي الاجتماع الأول لها مع الهيئة النسائيّة طلب منها "لفّ" شوكولا وهدايا بمناسبة الأعياد، وعلى جدول الأعمال كانت السهرات والصبحيّات، فانسحبت وعادت الى حياتها "اللا سياسيّة".

إنّه نموذج عن كيفيّة دعم المرأة من قبل الأحزاب. وهكذا تؤدّي المرأة دورها النمطي في الأحزاب فتبقى قاعة المجلس السياسي للرجال فقط  وحتى إشعارٍ آخر، يُخشى أن يكون طويلاً...