12/ 12/ 2014 إنها الذكرى التاسعة لغياب النائب والصحافي جبران تويني. إنها المرة التاسعة التي تحتفل المؤسسة التي تحمل اسمه بغيابه الأليم في حفل موسيقي للمؤلف ميشال فاضل أعادنا الى زمان جبران منذ العام 1979 الى يوم استشهاده.
إنها المرة التاسعة أيضاً التي يتعثر فيها "البروتوكول" المنحصر بأصول جلوس الحضور.
في كل عام، يشكل هذا الشق من التنظيم عبئاً على مؤسسة غير سياسية، من اهم اهدافها وأولوياتها تنفيذ المشاريع الطامحة لإبقاء شعلة جبران مضاءة في نفوس الجيل الجديد.
مؤسسة ثقافية لا تملك أجندة سياسيّة في حساباتها وتتعامل مع جميع محبّي جبران على المستوى نفسه.
فلا يوجد في قاموسها جماعة الصف الأول ولا جماعة الصف الثاني.
نعود الى يوم الحفل، نهار جبران الذي فقدناه بأبشع طرق الموت، الى جبران الذي غادر الحياة باكراً، الى الشاب الجذاب والقدوة، لنشهد على تصرفات "ولادية" في تكريمه من تذمّر لشخصيات سياسية حول مكان جلوسهم وهي ليست المرة الأولى إنما التاسعة...
تحرص المؤسسة في كلّ عام على تطبيق الأصول مع الشخصيات الرسمية التي لا تؤكد حضورها الا في الدقائق الأخيرة، وحينها تحصل الهفوات في بلد أخطاؤه أكبر وأهم من كرسي!
أمام هذا السيناريو المتكرّر والمزعج في وطن ينزف نقول:
· من يريد تطبيق أصول البروتوكول في حفل ثقافي، عليه أولاً ان يحترم الأصول الدستورية، الإدارية والوطنية في الدولة.
· من يريد ان يطبّق البروتوكول في قصر المؤتمرات عليه ان يحترم المهل الدستورية في الاستحقاقات كافة.
· من يريد ان يطبق البروتوكول في قصر المؤتمرات عليه ان يحترم الأصول في وزارته.
· من يصرّ ويشدّد على تطبيق الأصول في قصر المؤتمرات عليه أن يقرّ القوانين وتحديثها.
· من يريد أن يطبّق الأصول في حفل شبابي، عليه أن يعي أنّ الكرامات لا ترتبط بمكان الجلوس إنّما الكرامات تهان حين تضاف خيمة اهالي العسكريين الى خيمة اهالي المخطوفين قسراً في ساحات بيروت.
· من يعتبر أنّ تبديل مكانه إهانة شخصيّة في حفل تكريمي عليه أن يعلم ان الإهانة الشخصية هي في الوعود الكاذبة للمواطنين.
· من يرى أنّ الكرسي له أهميّة كبرى، وتمسّ بعنفوانه وبمكانته عليه أن يخجل أولاً من فراغ كرسي الرئاسة.
· من يعتبر أنّ الجلوس في الصفوف الأخيرة، في مسرح تعلوه صورة شهيد مات ليبقى لبنان، إهانة عظيمة، عليه أن يخجل من أنين المحتاجين على ابواب المستشفيات، من مواطنين لا ينعمون سوى بالفقر والفساد.
في حفل جبران تويني المتمرّد على السلطة، على الوراثة السياسيّة، على التقاليد، جبران الذي لا يأبه بالأصول المصطنعة أمام حقوق الناس ومطالبهم، من يجب أن يكون في الصفوف الأماميّة هم الشباب، المواطنون الذين لم ينسوه... الطلاب الذين يردّدون قسمه كما يردّدون النشيد اللبناني.
حبّذا في بلد الفوضى والجنون، يتعامل مع "بروتوكول" الجلوس كما يتعامل مع القضايا المصيريّة بتراخٍ وبساطة.
والى أصحاب الكراسي فشلكم في تطبيق القوانين يمنحكم مقاعد غير شرعيّة، أثبتوا لنا ولمرة واحدة أنّ الكرسي ليست همّكم الأول والأخير!