للقاء الفاتيكاني بداية مسيرة طويلة.. وحتى اللحظة لا مسودة جاهزة
رانيا شخطورة
10 حزيران 2021 18:33
كتبت رانيا شخطورة في "أخبار اليوم":
تستعد الدوائر الفاتيكانية لاستضافة بطاركة لبنان الكاثوليك والاورثوذكس، والاستماع الى ارائهم حول الازمة التي تعصف منذ اكثر من سنة في البلد، دون حل، وذلك في موازاة التحضيرات الجارية في لبنان، والتي كان آخرها الاجتماع الذي عقد الثلاثاء الفائت في بكركي، حيث أكد البطاركة على "ضرورة تأليف حكومة بأقصى سرعة وسلوك لغة الحوار والمسؤولية المشتركة بين الجميع من اجل الخروج من الازمة الخانقة".
فهل يمكن ان يشكل اللقاء المزمع عقده في الاول من تموز بارقة امل في النفق المظلم؟!
أشار مرجع مسيحي واسع الاطلاع على انه من المبكر الحديث عن حلول آتية من الفاتيكان، قائلا، عبر وكالة "أخبار اليوم"، ما كان الحبر الاعظم ليدعو الى لقاء للبطاركة لو لم تتكون عنده فكرة واضحة عن حقيقة الوضع اللبناني والازمة المستفحلة، وبالتالي كوّن تصورا عن الحل.
ولفت الى ان المعطيات المتوفرة هي نتيجة الاستقصاءات التي يقوم بها الموفدون والمبعوثون الى لبنان او الى الدول المعنية بالملف اللبناني، الى جانب العلاقات المتينة مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بشكل خاص والبطاركة الآخرين.
وذكّر المرجع ان لدى الفاتيكان اهم ديبلوماسية في العالم ولها علاقات متينة مع الدول والسفارات والحكومات والملوك، ولديها ايضا شبكة معلومات على غرار اي دولة عظمى، معتبرا انه على المستوى المحلي هذه الديبلوماسية فاعلة وعلى تماس مع هموم اللبنانيين، لا سيما المجتمع المسيحي.
وردا على سؤال، اشار المرجع الى ان الفاتيكان يريد ان يستمع الى رأي من وجهت اليهم الدعوة، ليقارن معطياته مع معلومات البطاركة.
وسئل ايضا: هل هذا اللقاء سيكون مقدمة لوضع طرحات الراعي بشأن الحياد والمؤتمر الدولي موضع التنفيذ؟ قال المصدر: اللقاء الفاتيكاني ما كان ليخلق حماسة لدى البابا لو لا الحالة الجديدة التي احدثها البطريرك الراعي وطريقة طرحة للقضية اللبنانية، أكان من باب الحياد او المؤتمر الدولي، واللامركزية الموسعة.
واضاف: رغم ان الدعوة للمؤتمر لم تكن نتيجة طلب البطريرك الراعي، بقدر ما هي نتيجة لزيارة بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر الذي اجتمع مع البابا وطرح الفكرة التي تبناها الفاتيكان ودعا اليها، لكن لا بدّ من الاشارة الى ان الراعي خلق هذا المناخ الموجود اليوم في لبنان وحوله.
وفي هذا السياق، لفت الى انه حتى اللحظة لا توجد مسودة جاهزة في الفاتيكان، يمكن البناء عليها، بل ان اللقاء هو بداية مسيرة طويلة، حيث في ضوئه او ما يمكن التوصل اليه من توصيات قابلة للتنفيذ سيحرك الفاتيكان ديبلوماسيته ليخاطب الدول الكبرى والامم المتحدة ومجلس الامن.
اما عن التحضيرات الحاصلة في لبنان، قال المرجع، على البطاركة والاساقفة المدعويين الى الفاتيكان ان يغادروا لبنان بورقة موحدة تحمل طروحات مصيرية. من هنا لا بد من ان تتكثف اللقاءات وان تعبّر هذه الورقة عن رأي المجتمع اللبناني... وليس اي دولة اخرى، في اشارة الى البطريركين يوحنا اليازجي ويوسف العبسي، اذ عليهما تقديم الرأي اللبناني بغض النظر عن علاقتهما وارتباطهما بسوريا.
وختم ما للبنان للبنان وما لسوريا لسوريا.