السنّة يتجنبون تجربة المسيحيين مع المقاطعة
جو متني
13 أيار 2022 20:22
كتب جو متني:
لماذا استذكر قائد الدعوة إلى مشاركة أهل السنّة في الانتخابات النيابية الرئيس فؤاد السنيورة مقاطعة المسيحيين للانتخابات في العام 1992؟ ولماذا هوّل بها على أبناء ملّته في محاولة لدفعهم وتشجيعهم وحضّهم على المشاركة الكثيفة لصدّ "الهيمنة الايرانيّة" على لبنان بواسطة حزب الله، وذلك وفق الشعار المرفوع والمقولة المتداولة في الخطّ المناوىء لفريق الممانعة.
تزعّمت المملكة العربيّة السعودية حملة الممانعة على المقاطعة قبل أسابيع. وأكملتها بترجمة مقاطعتها الرئيس سعد الحريري بأساليب قاسية وعلنية ومباشرة، آخرها في مقال نُشر في جريدة الشرق الأوسط السعودية.
ويُمكن القول إن رجال السعوديّة والمؤيّدين والتابعين لها والذين يدورون في فلكها، سياسياً ودينياً، بدءاً بدار الافتاء وجمعيّة المقاصد الخيريّة الاسلاميّة ومجلس المفتين ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام، وكلّ طامح الى تبوّء الرئاسة الثالثة وكرسي نيابيّة أو وزاريّة أو حتى رئاسة نادي الرياضي، جميع هؤلاء أوعزوا، كلّ من موقعه ومسؤوليتّه، إلى جماعاتهم بوجوب الاقتراع يوم الأحد.
وبموازاة الدعوة السعودية، لم يتأحّر السنّة عن الترشّح، سواء أكانوا "مستقبليين" حاليين أو مقاطعين او منشقّين أو ثائرين على قيادة التيّار الأزرق.
واستمرّت كرة ثلج كسر المقاطعة بالتدحرج في خطب أئمّة ومشايخ مساجد يوم الجمعة على امتداد المناطق اللبنانية. وأعلوا الصوت بما يُشبه الحرم لمن لا ينصاع للدعوة الى المشاركة.
وبالفعل، سيُكسِر أهل السنّة الطوق عن قرار خليفة الرئيس رفيق الحريري. وفي مفارقة لافتة، يستخدم تسويق إحدى اللائحات تسجيلاً لأبي بهاء يقول فيه "يوم الأحد ستنتصر بيروت."
بات أصحاب ارادة اجراء الانتخابات أقوى من رافضها. استفردوا به منذ قيام مستشاريه بايقاعه بالفخّ، وجرّه الى اعلان استقالة حكومته قبل سنتين وعدم ترشّحه الى المنصب ثانية.
وكأنّهم بذلك نجحوا بالقضاء عليه سياسياً واقفال بيت الوسط بالضربة القاضية. وذهبوا بعيداً في الالتفاف عليه من خلال اللجوء الى " الانقلاب" عليه. فأصبح تيارّه أجنحة متكسّرة. وهو كالابن الضالّ الذي يريد العودة إلى بيت الطاعة لكنّ الوالد لا يقف خارجاً ليلبسه الخاتم والحلّة البيضاء.
والوالد بالمعنى المجازي هو أيضاً وليد جنبلاط الذي كان يتعايش مع آل الحريري في السرّاء والضرّاء. وينطبق الأمر أيضاً على الرئيس نبيه بري. وعلى نادي رؤساء الوزراء السابقين. وصولاً الى الطريق الجديدة التي يفاّش أبناؤها الى شعار جديد غير "الله حريري طريق الجديدة".
يرى المراقبون أن الخشية من عدم المشاركة السنّية غير مرتبطة بموضوع السيطرة الشيعيّة وسطوتها، ولا بتأمين توازن صعب تحقيقه بوجهها. ويذكّرون باللجنة الرباعية المشتركة التي تألّفت منذ نحو ست سنوات. وكان في عدادها الوزيران حسين الحاج حسن ونهاد المشنوق والنائبان سمير الجسر وحسن فضل الله. وكانت اللجنة سياسية بامتياز لمتابعة الأمور، وفكّ التشنّج في الشارع، والابقاء على تواصل دائم ولو في حدوده الدنيا.
ويراهنون على عودة التواصل بين جميع الأفرقاء بعد الانتخابات. وليس اعلاء الصوت حالياً إلا رفع السقوف لتجييش الناخبين وشدّهم الى معسكراتهم لتشكيل كتل كبرى يستطيع رؤساؤها التفاوض والتبادل والأخذ والردّ وحتى البيع والشراء.
أهل السنّة يريدون المشاركة لتجنّب المصير ذاته الذي لحق بالمسيحيين نتيجة قرارهم السلبي الذي اتّخذوه قبل 30 عاماً. ودفعوا ثمنه تهميشاً وسطوة وهيمنة على مواقعهم في النيابة والوزارة والادارة والترفيعات والتعيينات.
لماذا استذكر قائد الدعوة إلى مشاركة أهل السنّة في الانتخابات النيابية الرئيس فؤاد السنيورة مقاطعة المسيحيين للانتخابات في العام 1992؟ ولماذا هوّل بها على أبناء ملّته في محاولة لدفعهم وتشجيعهم وحضّهم على المشاركة الكثيفة لصدّ "الهيمنة الايرانيّة" على لبنان بواسطة حزب الله، وذلك وفق الشعار المرفوع والمقولة المتداولة في الخطّ المناوىء لفريق الممانعة.
تزعّمت المملكة العربيّة السعودية حملة الممانعة على المقاطعة قبل أسابيع. وأكملتها بترجمة مقاطعتها الرئيس سعد الحريري بأساليب قاسية وعلنية ومباشرة، آخرها في مقال نُشر في جريدة الشرق الأوسط السعودية.
ويُمكن القول إن رجال السعوديّة والمؤيّدين والتابعين لها والذين يدورون في فلكها، سياسياً ودينياً، بدءاً بدار الافتاء وجمعيّة المقاصد الخيريّة الاسلاميّة ومجلس المفتين ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام، وكلّ طامح الى تبوّء الرئاسة الثالثة وكرسي نيابيّة أو وزاريّة أو حتى رئاسة نادي الرياضي، جميع هؤلاء أوعزوا، كلّ من موقعه ومسؤوليتّه، إلى جماعاتهم بوجوب الاقتراع يوم الأحد.
وبموازاة الدعوة السعودية، لم يتأحّر السنّة عن الترشّح، سواء أكانوا "مستقبليين" حاليين أو مقاطعين او منشقّين أو ثائرين على قيادة التيّار الأزرق.
واستمرّت كرة ثلج كسر المقاطعة بالتدحرج في خطب أئمّة ومشايخ مساجد يوم الجمعة على امتداد المناطق اللبنانية. وأعلوا الصوت بما يُشبه الحرم لمن لا ينصاع للدعوة الى المشاركة.
وبالفعل، سيُكسِر أهل السنّة الطوق عن قرار خليفة الرئيس رفيق الحريري. وفي مفارقة لافتة، يستخدم تسويق إحدى اللائحات تسجيلاً لأبي بهاء يقول فيه "يوم الأحد ستنتصر بيروت."
بات أصحاب ارادة اجراء الانتخابات أقوى من رافضها. استفردوا به منذ قيام مستشاريه بايقاعه بالفخّ، وجرّه الى اعلان استقالة حكومته قبل سنتين وعدم ترشّحه الى المنصب ثانية.
وكأنّهم بذلك نجحوا بالقضاء عليه سياسياً واقفال بيت الوسط بالضربة القاضية. وذهبوا بعيداً في الالتفاف عليه من خلال اللجوء الى " الانقلاب" عليه. فأصبح تيارّه أجنحة متكسّرة. وهو كالابن الضالّ الذي يريد العودة إلى بيت الطاعة لكنّ الوالد لا يقف خارجاً ليلبسه الخاتم والحلّة البيضاء.
والوالد بالمعنى المجازي هو أيضاً وليد جنبلاط الذي كان يتعايش مع آل الحريري في السرّاء والضرّاء. وينطبق الأمر أيضاً على الرئيس نبيه بري. وعلى نادي رؤساء الوزراء السابقين. وصولاً الى الطريق الجديدة التي يفاّش أبناؤها الى شعار جديد غير "الله حريري طريق الجديدة".
يرى المراقبون أن الخشية من عدم المشاركة السنّية غير مرتبطة بموضوع السيطرة الشيعيّة وسطوتها، ولا بتأمين توازن صعب تحقيقه بوجهها. ويذكّرون باللجنة الرباعية المشتركة التي تألّفت منذ نحو ست سنوات. وكان في عدادها الوزيران حسين الحاج حسن ونهاد المشنوق والنائبان سمير الجسر وحسن فضل الله. وكانت اللجنة سياسية بامتياز لمتابعة الأمور، وفكّ التشنّج في الشارع، والابقاء على تواصل دائم ولو في حدوده الدنيا.
ويراهنون على عودة التواصل بين جميع الأفرقاء بعد الانتخابات. وليس اعلاء الصوت حالياً إلا رفع السقوف لتجييش الناخبين وشدّهم الى معسكراتهم لتشكيل كتل كبرى يستطيع رؤساؤها التفاوض والتبادل والأخذ والردّ وحتى البيع والشراء.
أهل السنّة يريدون المشاركة لتجنّب المصير ذاته الذي لحق بالمسيحيين نتيجة قرارهم السلبي الذي اتّخذوه قبل 30 عاماً. ودفعوا ثمنه تهميشاً وسطوة وهيمنة على مواقعهم في النيابة والوزارة والادارة والترفيعات والتعيينات.