حرب باردة بين الرّوس والأميركيين
20 كانون الأول 2014 22:07
استعرَت حربٌ باردة بين قطبي العالم روسيا أميركا، ونُصبت مدافُعها الصامتة في حقولِ النفط وفي الساحاتِ الدوليِّة والاقليميّة.
بالتزامن كانت الولاياتُ المتحدة، تطوي صفحةَ حربِها الباردة الطويلة مع كوبا بعدما دفأت العلاقاتُ مع هافانا الحليفُ التاريخيّ لروسيا.
عرض قوّة كبير بدأه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عودته إلى الكرملين، وقد دغدغه مجد الاتحاد السوفياتي، وقف في وجه الغرب بصلابة في مجلس الأمن وخصوصا في الملف السوري، دعم الايرانيين وعزز علاقة موسكو بطهران رغم العقوبات الدولية على الجمهوريّة الاسلامية على خلفية برنامجها النووي، ولكن مع تفاقم الازمة الاوكرانية شعر الاميركيون أن الدب الروسي تمادى في المواجهة.
انفجرت أوكرانا وانقسمت البلاد. تشبّثت موسكو بوجودها في البحر الأسود فضمّت القرم بالقوة. ساءت العلاقات مع الغرب فنشطت العقوبات، تلتها حرب نفطية انخفض بموجبها سعر برميل النفط إلى أكثر من النصف، في غياب مؤشرات واضحة في الأفق قد تعيده إلى الارتفاع مع اعتبار السعودية ان خفض الانتاج مستحيل.
روسيا أكبر المتضررين من الحرب النفطية في خضم العقوبات المفروضة عليها وقد لوّح الاميركيون بالمزيد منها، ومن أولى نتائج هذه الحرب انخفاض قيمة العملة الروسية، وانخفاض ايرادات الدولة التي تعتمد موازنتها على صادرات النفط بشكل أساسي وخصوصًا فيما يتعلق بالميزانية الدفاعية.
الامر عينه ينطبق على ايران المتضررة من العقوبات والغارقة في مفاوضات ممدّدة مع الغرب وقد أصابها اليوم مصاب انخفاض أسعار النفط.
قد تستطيع هاتان الدولتان التأقلم مع الوضع الجديد ولكن الضرر الكبير سيصيب حلفاءهما ولا سيما في المنطقة العربية واوكرانيا وبعض دول اميركا اللاتينية.
وهنا يلعب الاوروبيون دورًا أساسيًّا في ضبط توازن هذه الحرب الباردة وقد ألمح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أخيرا الى ان الاتحاد الاوروبي يمكن ان يخفف العقوبات المفروضة على روسيا اذا ما غيّرت مواقفها.
بين العقوبات والحرب النفطية هل تصمد موسكو أم أنها ستضطر مرغمة إلى التنازل، ما يمهد لتسوية في المنطقة عالميّة المعايير؟