الرواية الكاملة لعودة الـ "سين سين" الى الواجهة
رامي نعيم
25 تشرين الثاني 2015 13:25
لم يكن اللقاء بين رئيس الحكومة الأسبق النائب سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية سلبيّاً كما ردد البعض. فلقاؤهما حدث بحدّ ذاته وفجوة ايجابيّة في جدار الجمود السياسي الحاصل في لبنان. ولكن، وبغضّ النظر عن أهميّة اللقاء من حيث الشكل، فإنّ للمضمون حصة الأسد من الإيجابيات.
أولاً: الحريري رجل السعوديّة الأول في لبنان وفرنجيّة صديق الرئيس السوري بشار الأسد الأقرب في لبنان، ومجرّد لقائهما معاً له طابعه ودلالاته السياسيّة الواضحة.
ثانياً: الحريري يبحث عن طريق العودة الى السلطة ويدرك جيّداً أنّ طريق العودة تمرّ برئيس الجمهورية، وبات واضحاً للسعودية ألا وصول الى رئيس جمهوريّة في لبنان من فريق الرابع عشر من آذار.
ثالثاً: الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله على تنسيق تام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط في دعم فرنجيّة وتسويقه عربيّاً ودوليّاً، وبمجرّد تسريب خبر لقائه بالحريري بدأت ردود الفعل الإيجابيّة تخدم المخطّط الثلاثي.
رابعاً: ظنّ كثيرون أنّ اللقاء سيؤدي الى تضعضع العلاقات في صفوف الثامن من آذار، خصوصاً بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وبين حليفه الشمالي فرنجيّة غير أنّ ما حصل فعلاً هو امتعاض من حزب القوات اللبنانيّة ورفض مطلق من رئيسه الدكتور سمير جعجع للسفر للقاء الحريري، معتبراً أنّ أيّ مبادرة يجب أن تحصل عليها أن تمرّ بالحلفاء أولاً، لا أن يتبلّغها عبر الإعلام مع رفض غير مبرّر من قبل المعنيّين. وأوضح جعجع في اتصال مع أحد أركان تيار المستقبل أنّ نفي اللقاء على لسان الحريري دليل واضح أنّ شيئاً ما يُحاك في الغرف السوداء ومن دون التنسيق معه.
في سياق متّصل، وفي موازاة اللقاء، عقد الحريري لقاءات مكثّفة مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وصقور كتلة المستقبل، كما أجرى اتصالات بالوزير بطرس حرب ومنسّق الأمانة العامة للرابع عشر من آذار فارس سعيد. وتمحورت اللقاءات والإتصالات حول أمرين أساسيين:
مع النائبين جنبلاط والجميّل تركّزت على تسويق فرنجيّة للرئاسة مع ابلاغ الرجلين بموافقة تيار المستقبل على قانون النسبيّة معدّلاً في الانتخابات النيابيّة.
أما مع صقور "المستقبل" والاتصالات الهاتفيّة فكان شدّ أواصر فريق الرابع عشر من آذار هو الهدف في سبيل تمرير المرحلة المقبلة والتي أسماها مرحلة التسوية.
من الجانب الآخر يعمل فريق الثامن من آذار على تفضيل اجراء الإنتخابات النيابيّة قبل الرئاسيّة، ومن هذا المنطلق لم يحسم حزب الله بعد قرار تبنّي ترشيح فرنجية للرئاسة علناً باعتبار أنّ أسبقيّة اجراء انتخابات نيابيّة قد تعطي فريق الثامن من آذار أكثريّة نيابيّة تتيح له الإتيان بعون رئيساً للجمهورية.
هذا مع الإشارة الى أن حزب الله أبلغ عون في اجتماع بين أمينه العام ورئيس التيّار السابق أنّ عون هو المرشح الأول للرئاسة وفي حال تعذّر وصوله فسيسير بالنائب فرنجية، واضعاً احتمال العماد جان قهوجي في آخر سلّم من يقبل بهم على رأس الجمهوريّة.
وتشير المصادر المطلعة الى أنّ مبادرة الرئيس بري التي عرفت بالـ "سين سين" عادت الى الحياة من جديد من خلال سعد - سليمان.