هل ترتفع أسعار المطاعم في لبنان؟
21 تموز 2017 06:33
أُقرّت سلسلة الرّتب والرّواتب بعد 5 سنوات من الانتظار ومن السّجالات والخلافات والحسابات والتوقّعات، فهبطت على غالبيّة اللّبنانيّين ككابوسٍ كانوا بغنى عنه، فهذه السلسلة، ورغم أنّها ستُعيد بعضاً من الحقوق المهدورة لافرادٍظُلِموا، فهي ستظلم في المقابل مواطنين كثراًوستسرق من جيوبهم بالحلال، وهذا ما سيتظهّر في الايّام القليلة المقبلة.
من يُعاين أسعار السّلع الغذائيّة، يُلاحظ جشع التجّار الدّائم الذي يُترجم برفع الاسعار بخفّةٍ وبطرقٍ قد لا يتنبّه إليها المواطن الميسور أو ذاك الذي يصنّف من الطّبقة المتوسّطة في لبنان، التي باتت تضمحلّ، وها هي الدولة تعطي مبرّراً إضافيّاً لهؤلاء التّجار للتّلاعب بالاسعار تحت مسمّى "السلسلة".
إرتفاع أسعار السّلع الغذائيّة سيُترجم أيضاً إرتفاعاً على الاسعار في المطاعم في لبنان، التي ترفع الصّوت عالياً في مختلف فصول السّنة من قلّة الزّبائن وسوء الوضع الاقتصادي، وهو ما يناقضه الواقع، حيث لا كرسيّ فارغاً في أيّ مطعمٍ خلال هذا الصّيف، والحجوزات فيها تصل يوميّاً الى نسبة 100 في المئة، ليس فقط في نهاية عطلة الاسبوع، إنّما في أيّام منتصف الاسبوع أيضاً.
تُعتبر المطاعم في لبنان من الاغلى في العالم، والخروج إليها بات يحسبُ له المواطن حساباً، فمثلاً قد يكلّف عشاءٌ عاديٌ لشخصين في مطعم يقدّم وجبات سريعة مبلغ 50$ مقابل "برغر" و"بطاطا مقليّة" ومشروبٍ غير كحوليٍّ، وهو أمرٌ يصدم السيّاح الاجانب الذين بتنا لا نرى أيّاً منهم في هذه المطاعم، أو في غيرها.
أمّا قنّينة المياه، في بلد المياه، فهي بثمن وجبة طعامٍ في أيّ بلدٍ أوروبيٍّ، وقد يصل سعرها في لبنان، إذا كانت القنّينة زجاجيّة الى الـ10 آلاف ليرة مقابل ليتر واحدٍ من المياه المعدنيّة، هذا بالاضافة الى أنّ بعض أصحاب المطاعم لا يزالون يفرضونها على الزّبائن فتحضر قبلهم الى الطّاولة، وذلك رغم إجراءات وزارة السياحة في هذا المجال.
البيرة حالها حال المياه، وتباع بسعر مرتفع جدّاً، كذلك الامر بالنسبة للنرجيلة التي تدرّ ربحاً وفيراً على المطاعم، وهي، وعلى حدّ اعتراف عدد كبير منهم، تُعتبر عماد إستمراريّتهم، فهي لا تكلّف سوى 750 ليرة، وتباع أقلّه بـ12 ألف ليرة.
فهل ترتفع أسعار المطاعم في لبنان أكثر بعد إقرار السلسلة؟ وماذا عن القدرة الشّرائيّة للمواطن؟ الاسئلة التي تشغل الاقتصاديّين، يُجيب عليها المواطن نفسه، فمع غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار، لا حول ولا قدرة للّبنانيّ الذي فُرض عليه أن يقسّط لدولته ثمن سلسلة من الفشل، والهدر، والفساد، والسّرقة.