بالصّور: لبنانيٌّ يُحقّق "مُعجزة" خلال إعصار "إيرما"
جيسيكا حبشي
20 أيلول 2017 13:20
إنّه اللّبنانيّ أينما حلّ في أصقاع العالم يحمل معه تلك الخلطة السحريّة المكوّنة من المبادئ والجذور والوطنيّة، ويصنعُ منها موطناً بعيداً عن وطنه، يعيش فيه بين حلم العودة وبين واقع الاستمرار والازدهار بإسم "لبنان".
حلّ الاعصار "إيرما" على ولاية فلوريدا منذ أيّامٍ ضيفاً ثقيلاً كان أشبه بمجرمٍ متعدّد التّهم والجنحات، فقتل، وجرح، ودمّر وشرّد سكّان الولاية خصوصاً أولئك الذين شاء القدر أن يكونوا في عين الاعصار، وتحديداً في مقاطعة نابلز وماركو أيلند، المدينتين اللّتين تقعان في جنوب غرب الولاية.
"مورا" أكثر من مطعم...
ولكن، لبنانيٌّ واحد في نابلز تحدّى الاعصار "إيرما" على طريقته الخاصة، وحقّق "معجزة" في ولاية يسودها الدّمار الشّامل. إنّه نبيل باسيل، إبن بلدة معراب الكسروانيّة، غادر الى الولايات المتّحدة قبل 22 عاماً، واستقرّ منذ سنواتٍ في ولاية فلوريدا وتحديداً في مدينة نابلز، وأنشأ مطعماً لبنانيّاً تخليداً لذكرى والدته السيّدة مورا.
"مورا مطعمٌ بألوان العلم اللّبناني وشعاره "كنّا ولا نزال نطعم النّاس"، ويعود هذا الشّعار لعادة كانت تشتهر بها والدتي الرّاحلة، فهي كانت تُحضّر كميّات كبيرة من الطّعام وتقدّمها للجيران وللمحتاجين ولكلّ من يزور منزلنا"، يشرح باسيل لموقع mtv، كاشفاً أنّ مطعمه بات معلماً مهمّاً في المدينة، وهو أشبه بمرجع للّبنانيّين في الولاية، يجتمعون فيه ويتشاركون الطعام والاخبار والعادات اللبنانيّة.
مبادرة أشبه بمعجزة
مبادرة أشبه بمعجزة
ولكن ماذا فعل نبيل باسيل في خضمّ الاعصار؟ نبيل الذي يُعرف في المدينة بكرمه اللامتناهي، أخذ على عاتقه تقديم العون والمساعدة عبر مطعمه اللبناني، فجمع الموظّفين وطلب منهم العمل ليلاً ونهاراً لتحضير وجبات كانت كفيلة بإطعام مئات المشرّدين من جراء الاعصار، وخصوصاً الاولاد منهم على مدار أيّامٍ، حتّى بات مطعمه أشبه بتظاهرة إنسانيّة ضخمة ما ترك صدى إيجابيّاً في أرجاء الولاية.
هي ليست المرّة الاولى التي يقوم بها نبيل بهكذا مُبادرات، بل هو يُثابر على إطعام الفقراء طوال أيّام السّنة، وكانت له مبادرة مماثلة أثناء اندلاع حرائق ضخمة خلال شهر نيسان الفائت في الولاية، حيث أطعم مجّاناً أكثر من 4400 عنصر من الاطفائيّين وعناصر فرق الانقاذ الذين كانوا يعملون على إخماد الحرائق الهائلة.
طعامٌ ودروسٌ في اللّغة
طعامٌ ودروسٌ في اللّغة
يُخبر نبيل أن عشقه للبنان يدفعه الى تعليم اللّغة العربية لزبائنه "عندما يطلبون إحدى الوجبات كالبابا غنّوج مثلاً، أمضي دقائق وأنا أحاول أن أساعدهم على لفظ الكلمة بالطّريقة الصحيحة، وعلى شرح بعض الكلمات لهم وتعليمهم عبارات لبنانيّة، فأنا أفتخر بلغتي وأعمل جاهداً على نشرها وتعليمها في المدينة".
ماذا تهدف من هذه المبادرات التي تقوم بها؟ نسأل نبيل الذي يبتسم ويُجيب "تكفيني صلوات الذين أساعدهم، فهم يجتمعون دائماً أمام المطعم ماسكين أيدي بعضهم البعض وشاكرين الله على نعمة الطّعام، صلوات منها ما يُلامس روح والدتي في السماء، ومنها ما يصل الى وطني الذي أعشقه لبنان".
ماذا تهدف من هذه المبادرات التي تقوم بها؟ نسأل نبيل الذي يبتسم ويُجيب "تكفيني صلوات الذين أساعدهم، فهم يجتمعون دائماً أمام المطعم ماسكين أيدي بعضهم البعض وشاكرين الله على نعمة الطّعام، صلوات منها ما يُلامس روح والدتي في السماء، ومنها ما يصل الى وطني الذي أعشقه لبنان".