ظاهرةٌ جديدة تجتاح اللّبنانيّين: هيّا الى العمل!
3 تشرين الثاني 2017 06:17
هل يكفي راتبٌ واحدٌ للاهتمام بالمصروف في لبنان؟ قد يكفي إن كان الشّخص صاحب شركة عملاقة أو مؤسس عمل خاصٍ كُتب له حظّ النّجاح والازدهار، أو، لنكون صريحين إن ورث ميراثاً ضخماً عن والديه أو أجداده. ولكن عند الحديث عن الطّبقة المتوسّطة في لبنان، فالجواب مختلف تماماً.
من الملاحظ أن ظاهرة الاشخاص الذين يعملون في أكثر من وظيفة في آن معاً الى تزايد، ليس رغبة بتمضية الوقت في العمل وبعيداً عن العائلة والحياة الاجتماعيّة، وإنّما حرصاً على تأمين المصروف والمدفوعات ومستلزمات الحياة الاساسيّة.
يعمل رواد ض. 36 سنة سائق تاكسي في النّهار ومديراً لمطعم في اللّيل. "أعمل أكثر من مئة ساعة في الاسبوع ليلاً ونهاراً لتأمين ما تحتاجه عائلتي الصّغيرة، فأنا متزوجّ وأب لولدين"، يشرح رواد لموقعنا، لافتا الى أن "راتبيّ بالاضافة الى راتب زوجتي المتواضع بالكاد يكفي لانهاء الشّهر من دون ديون، ولو كان هناك من ساعات أكثر في النّهار لكنت عملت في وظيفة ثالثة لاضمن مستقبلاً جيّداً لاولادي، فالمصاريف كثيرة وكذلك الاقساط، والوضع الاقتصادي في البلد الى الأسوأ".
أما جاد ف. 28 سنة، فهو يعمل في 3 وظائف: التصوير، تنسيق الموسيقى أو ما يُعرف بـDJ في المناسبات والاعراس، ويعمل أيضا نادلاً في مطعم.
ويقول في هذا السياق لموقعنا "ليس لديّ أي حلّ آخر، ولا أحد يرغب بالعمل المكثّف كما أفعل، ولكن أوضاعي تجبرني على فعل ذلك، خصوصاً وأنني قرّرت الزّواج بعد سنة تقريباً، وأنا بحاجة الى كلّ قرشٍ أجنيه"، كاشفاً أنّه درس إدارة الاعمال وهو حائز على إجازة في هذا المجال ولكنّه لم يجد عملاً في اختصاصه.
شبّانٌ كُثرٌ في لبنان أحوالهم كأحوال رواد وجاد، يعملون في أكثر من وظيفة والهدف تأمين لقمة العيش، فما المطلوب بعد من المواطن في لبنان ليعيش؟ والى متى سيبقى حكّامنا يعتمدون سياسة الافقار؟