قبل أن تتزوّجوا... إقرأوا هذه السطور!
سينتيا سركيس
15 تشرين الثاني 2017 06:30
ليس خافيا على أحد ازدياد حالات الطلاق في لبنان خلال السنوات الأخيرة بمعدّلات مخيفة، حتى وصل الامر بالكنيسة إلى دقّ ناقوس الخطر، وإلزام الراغبين بالزواج بالخضوع إلى دورات تأهيلية تحت إشراف متخصّصين في مجالات مختفلة، تعنى جميعها بأسس نجاح الحياة الزوجية، إنطلاقا من العوامل الاجتماعية والاقتصادية وصولا إلى الحياة الجنسية.
يُنظر في غالبية الأحيان إلى الدورات الكنسية على أنها مضيعة للوقت، ويشارك فيها "العرسان" رغما عنهم، فهي ضرورية كي يتمكنوا من استكمال معاملات الزواج... فما مدى فائدتها؟ وهل بإمكانها ان تخفف ولو قليلا من حالات الطلاق؟
في العادة، يشارك الثنائي في هذه الدورات قبل أشهر قليلة او أسابيع من موعد الزفاف، وهي تكون محددة تقريبا بـ 8 جلسات، يتعرف في خلالها الثنائي إلى آخرين مثله مقبلين على الزواج، كما يستمع إلى آراء خبير في علم النفس، وكاهن، وطبيب مختص في المشكلات الجنسية، كما بطبيب نسائي. يعطي كلّ من هؤلاء خبراته في مجاله، وينبّه إلى المشكلات التي من المحتمل أن تواجه الثنائي في خلال حياته الزوجية، وكيفية التغلب عليها. هذا بالإضافة إلى حلقات حوار صريحة جدا، من المفترض ان يكتشف فيها الثنائي عما إذا كان بالفعل يريد قضاء حياته مع هذا الشريك.
تزوّجت جيهان قبل ثلاثة أشهر، وهي شاركت في الدورات الكنسية قبل عام تقريبا، وهي أكدت في حديث لموقع mtv الالكتروني، كم ان هذه الدورات كانت مفيدة لها، لأنها اكتشفت مدى قربها ومعرفتها لزوجها، في وقت فوجئت بآخرين كان واضحا من خلال المصارحات التي كانت تتم في حلقات الحوار كم أن العلاقة هشّة، ومعرّضة للاخطار بعد الزواج.
مثلها، إيميه، التي من المفترض أن تدخل القفص الذهبي في الربيع المقبل، وهي تشارك حاليا بالدورات... إيميه شددت لموقعنا على اهمية أن يخضع كل ثنائي لما وصفته بـ"الاختبار"، الذي يكشف لك عن نواح تجهلها في الشريك، "لان المصارحة والأمور التي تسمعها هناك بعيدة نوعا ما عن الأحلام التي نبنيها"، وفق قولها. وهي لفتت إلى أن قريبها ادّعى بأنه مسافر كي لا يحضر هذه الدورات، فكانت خطيبته تذهب بمفردها، ومن هنا، تؤكد إيميه، ان هذه الطريقة ربما يتبعها كثيرون للتهرب من الجلسات التي يعتبرونها مضيعة للوقت، فيما هي جدّ مهمّة، ولو التزم الجميع بحضورها ومناقشة المواضيع المختلفة بحكمة، لتراجعت بشكل كبير حالات الطلاق، "لأن كثيرين ربما كانوا سيعدلون في الأساس عن فكرة الزواج من الشخص الآخر"، على حد تعبيرها.
وانطلاقا من هنا، جمعت روي ونسرين علاقة حب استمرت 5 سنوات، وبعدما حددا موعدا لزواجهما في الصيف المنصرم، توجها سويا للمشاركة في الدورات، إلا انهم وبعد الجلسة الرابعة افترقا، وعن اقتناع، بعدما أيقنا أنهما ينظران الى أمور جوهرية بطرق مختلفة. قرارهما شكل صدمة لكلّ من يعرفهما، وقد حاولا كثيرون التقريب بينهما، إلا ان هذا الامر كان مستحيلا نظرا لاقتناعهما بوجوب الانفصال، لانهما لا يستطيعان ان يكملا حياتهما سويّا.
هذا الثنائي قد يكون مثالا عن التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه الدورات في ما لو شارك فيها الحبيبان عن وعي وإدراك، لأن الزواج لا يبنى بالحبّ فقط، إنما بالتفهم والتعقّل والوعي. لذلك، ولان الطلاق لا يعني افتراق شخصين فقط إنما دمار عائلة بأكملها، وجب دقّ ناقوس الخطر ونشر الوعي، كيف لا يدفع الاطفال ثمن طيش حبيبين عاشقين!