التسوية أمام اختبار... والحريري لن يسكت
7 كانون الأول 2017 17:37
بالتزامن مع تصديق مجلس الوزراء الثلثاء الماضي على مضمون الاتفاق - التسوية الجديد الذي طوى نهائيا صفحة استقالة وتريّث الرئيس سعد الحريري، وأبرز ما ينصّ عليه: قرار "المكونات الحكومية السياسية كلّها النأي بنفسها عن اي نزاعات او صراعات او حروب او عن الشؤون الداخلية للدول العربية، حفاظا على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع اشقائه العرب"، كان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يتحدّث خلال المؤتمر الـ 31 للوحدة الإسلامية في طهران، حاملا على المملكة العربية السعودية، ومعدّدا مآثر وإنجازات محور المقاومة وايران. فقال "من الضروري ان نواجه التحديات في محور واحد وهو ما يعطينا القوة، وكل انتصاراتنا سببها محور المقاومة الذي ترعاه ايران"، مضيفا "مهما تقوى الاستبداد السعودي لا يمكن ان ينتصر في المعادلة وهذا اليمن صامد منذ الف يوم رغم كل الجرائم". واذ أشار إلى ان "لا بد ان يكون نموذج حزب الله حاضرا وجاهزا لانه استطاع خلال حقبة تاريخية قصيرة ان يقدم نموذج المقاومة التي هزمت اسرائيل وحررت الارض من منطلق ايمانها "، لفت الى "انني قرأت تقريرا منذ سنوات كتبه سفير اميركا في جنوب افريقيا قال فيه ان اميركا والسعودية اتفقتا على مواجهة اسلام الخميني باسلام ترعاه السعودية وصرفت 83 مليار دولار خلال 25 سنة، هذا يبين اهمية النموذج"، مؤكدا ان "بإمكانهم ان يقتلوا الاجساد ولكن ليس بإمكانهم مواجهة فكر الثورة الاسلامية المباركة".
هذا الكلام توقّفت عنده مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" سائلة "هل يمكن القول ان التسوية ولدت ميتة؟ وهل البيان الذي قرأه الرئيس الحريري مجرّد مخرج "لفظي" لتأمين تراجعه عن الاستقالة"؟ مذكّرة في السياق بتأكيد مصادر الحزب وعدد من حلفائه، في الأيام الماضية أن "النأي بالنفس عن سوريا ومحاربة الارهاب مستحيل"، وأيضا بقول النائب علي عمار "سنكون حيث يجب ان نكون".
زعيم المستقبل، من جهته، اعتبر أمس "أن ما قاله قاسم في ايران أخيراً ليس مقبولاً لا من قريب ولا من بعيد"، الا انه لفت الى "أنني لن أستفيض في الرد عليه الآن، لأنني سأعطي فرصة لتثبيت النأي بالنفس". وعليه، تقول اوساط سياسية مستقلة لـ"المركزية" إن الايام القليلة المقبلة ستكون فترة اختبار لجدّية التزام القوى السياسية كلّها ببنود التسوية الجديدة. وتتوقع في السياق، أن تنضبط مواقف "الاحزاب" وعلى رأسها "حزب الله" تحت سقف الاتفاق الطري العود، وأن يكون كلام قاسم أملته ظروفه من حيث المكان والمناسبة، من دون أن يعكس الخطابَ الذي سيعتمده "الحزب" داخليا في الفترة المقبلة، ذلك ان الاخير بات يدرك جيدا ان الحريري لن يقبل بتغطية أي ممارسات او مواقف تستفزّ الخارج وتحديدا الدول الخليجية. وما قولُ رئيس الحكومة "إنني سأعطي فرصة لتثبيت النأي" الا دليل الى أنه ليس في وارد السكوت عن أي خربطة محتملة في تنفيذ التسوية، وهو كان سأل أمس "هل من مصلحة اللبنانيين أن نؤذي أخواننا العرب؟ أم مصلحتنا أن يكون هناك نأي بالنفس، وخاصة حين تكون هناك خلافات إقليمية كالتي تحصل في اليمن والعراق وسوريا وغيرها"؟
على أي حال، تشير المصادر الى ان الكلمة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند السادسة مساء، ومع أنها ستخصص للحديث عن القرار الاميركي في شأن القدس، الا انها يمكن ان تشكل مؤشرا الى "سقف" الحزب. فنصرالله غالبا ما يوجّه سهامه نحو الرياض والدول الخليجية متهما اياها بالتواطؤ مع واشنطن والكيان العبري، فهل يكرر هذه المواقف اليوم ويغمز من قناتها او يلمّح اليها؟ أم يكتفي بالتصويب على الموقف الاميركي خصوصا انه قوبل بموجة رفض عارمة عربية وخليجية واوروبية، فيكون بذلك يترجم عمليا ما تعهّد بتطبيقه في سطور التسوية الجديدة؟ لننتظر ونرَ، تختم المصادر.