"مرسوم الاقدمية" من لبنان الى... افريقيا!
11 كانون الثاني 2018 17:05
لن ينحصر التوتر بين الرئاستين الاولى والثانية حول "مرسوم الاقدمية" في مسائل لبنانية داخلية، بل سيعبر الحدود ليحط رحاله في المؤتمر الاغترابي الاقليمي لشمالي افريقيا الذي تنظّمه وزارة الخارجية والمغتربين تحت عنوان "مؤتمر الطاقة الاغترابية لشمالي افريقيا"، بل سينعكس في شكل ملحوظ على المشاركة الشيعية كَون ابناء الطائفة هم الاكثر عدداً في الجالية اللبنانية في "القارة السمراء"، اذ تبدو اعداد الآتين من ساحل العاج والبلدان المجاورة غير واضحة حتى الان، بحسب ما علمت "المركزية".
وتنعقد جلسات المؤتمر الذي يُعقد في ٢ و٣ شباط المقبل في فندق "سوفيتل اوتيل" في ابيدجان لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول افريقيا والدخول الى فضاءات جديدة للاستثمار.
وتحت عنوان "غرب افريقيا-ارض الفرص التي لا تنضب" تركّز اولى جلسات المؤتمر على عرض اهم الاصلاحات من قبل بلدان غرب افريقيا في نظامها التجاري، وهي اكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في الصحراء، نتيجة تنفيذ اتفاق الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي. وفي ضوء تطوير النظام التجاري، يُفترض بفعاليات الاغتراب اللبناني في غرب افريقيا استكشاف إمكانيات التجارة مع لبنان واقتراح الاتفاقات لتعزيز التجارة وتبادل السلع بين لبنان وبلدان غرب افريقيا.
وفي اطار الفرص المتاحة، تنعقد الجلسة الثانية مفنّدة الفرص الهائلة في القطاع المصرفي، اذ تعرض لمراحل تطوره والرؤية الهادفة الى خلق مجال للتعاون بين لبنان وبلدان افريقيا.
وسيشرح المنتدون التدابير المعتمدة من المصارف التي تقدم خدمات للمغتربين اللبنانيين، ويكمن التحدي في اعتماد الاجراءات من اجل تحسين مناخ الاستثمار بين لبنان والبلدان الأفريقية، بما في ذلك القوانين التي تحمي المستثمرين، فضلا عن الضرائب على المعاملات المصرفية. وهذا سيساهم في جذب الاستثمارات، وتحسين تدفقها المباشر والتمويل، ما يعود بالمنفعة المتبادلة على جميع اصحاب المصلحة. وهنا يأتي دور الغرف التجارية، "ايدال"، الوزارات المعنية، مصرف لبنان والمصارف في تيسير وحماية الاستثمارات الأجنبية من خلال العقود والقوانين.
وتشكّل اللبننة او "ليبانيتي" كما يحلو لوزير الخارجية جبران باسيل تسميتها محور ختام جلسات اليوم الاول، وتناقش المسائل المتعلقة بأهمية الجنسية اللبنانية، العلامات التجارية في لبنان في الثقافة والموضة والفن، التعليم ودور المدارس اللبنانية في الحفاظ على اللغة العربية، دور النوادي والجمعيات في الانتشار في الحفاظ على العلاقات بين الأجيال الشتات اللبناني وعن لبنان الوطن.
وستخصص جلسة للمشاريع في دول شمال افريقيا من خلال الافادة من العلاقات الثقافية والاخوية التي بناها اللبنانيون هناك مع شعوب هذه البلدان وحكّامها، على اعتبار ان البناء على هذه العلاقة الودية التاريخية يُمثّل فرصة كبيرة للبنانيي الانتشار في شمال افريقيا. والتركيز يجب ان ينصب على هذه الناحية من خلال تعزيز العلاقات الثقافية التي تؤدي إلى تعاون اقوى في جوانب مختلفة مثل التجارة والأعمال والسياحة وتبادل الخبرات. وستناقش سبل تعزيز هذه الروابط في الجلسة الاولى للمؤتمرفي يومه الثاني من زاوية تحديات الاستثمار وتعرض لأبرز القطاعات للاستثمار في لبنان وشمال افريقيا.
اما الجلسة الثانية فتتمحور حول بلدان شرق وجنوب افريقيا وتناقش سبل بناء جسر تواصل بين اللبنانيين المقيمين في غرب وشمال افريقيا من جهة واولئك المقيمين في جنوب وشرق افريقيا من جهة مقابلة. ويتناول البحث الحوافز التي يمكن ان تدفع المزيد من اللبنانيين إلى جنوب وشرق افريقيا للاستثمار لكي يضعوا خبراتهم ونجاحاتهم لصالح تطوير مشاريع في الجانب الاخر من القارة السمراء.
وتعتبر جنوب افريقيا من بين الدول الأفريقية الواقعة على الجهة الجنوبية، الجاذب الاكبر للمستثمرين من جميع انحاء العالم الذين وجدوا فيها فرصاً كبيرة للاستثمار في مجالات واسعة عبر استحداث المشاريع الناشئة، مثل الشركات المتخصصة في الرعاية الصحية، والحرف اليدوية وتكنولوجيا الاتصالات. كما كانت هناك حركة للاستثمار في مجال التجارة "الخضراء"، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيات المستدامة. وتشهد بلدان شرق افريقيا نمواً وثورة اقتصادية من اجل الافادة من الموارد المختلفة واكتشاف الثروات التي لا تزال غير مستغلة.