"مُهمّة" تنتظر طوني فرنجية... و"رسالة" من ريما
ريكاردو الشدياق
8 شباط 2018 06:40
أن تتعاطى مع الأمور بواقعها من دون تلطيف أمام أعين الناس، وأن تتكلم في هيبة الشاشة بلغة المجالس الخاصة عن حلفاء وخصوم في آن واحد، وتخلع كرافات الواجبات والضرورات والأحكام وأنت خارج من معركة فخامة لتدخل أخرى مستقرا في جمهورية زغرتا، وتريح رفاقك من "حرق الأعصاب" الإنتخابي وتبرع في فن الصداقة والوفاء الشخصي والسياسي، وتعيد النظر في الذين منحتهم الفرصة لـ"التمدد" لسنوات.
إنها حالة سليمان فرنجية في هذه الأيام، قبل ثلاثة أشهر على انتخاب مجلس نواب جديد "يبدأ معه عهد ميشال عون" وفق إعلانه.
يؤخذ على فرنجية التوريث الباكر نسبة لعمره، ففي لبنان زعماء عاشوا العز من التاريخ السياسي وتفتح برعمهم داخل السلطة في هذه المرحلة من العمر. لكن الرجل لا يورث النيابة لنجله كي يتقاعد أو يعتزل. بهذه الخطوة، يتسع حجم ما ينتظر حفيد الرئيس سليمان فرنجية في الأروقة التي لم يترك بصمته فيها بعد. لا شيء جاهز، ولا وعد إلا وتحكمه اللحظة، وما أمامه إلا تحصيل ما يلزم من عتاد "الرئيس القوي" لالتقاط المناسبة على قدرها.
في الأزمة التي خلقها "فيديو باسيل"، توجهت الأنظار نحو حساب فرنجية عبر "تويتر"، أو إلى تصريح منه بعد اجتماع مفترض مع حليفه المستهدف في عين التينة... لكن أيا منهما لم يحصل، بل تسلم طوني مهمة التغريد ضد الخصم الأشرس اليوم على الساحة المسيحية، إلى ما بعد بعد أيار! هو الذي تسلم هذه "المُهمّة"، أطل على مسرح سياسي جديد. فما صمت عنه والده، أو ما "تحمله خلال سنوات" وفق تعبيره، لم يعد قابلا للإخفاء اليوم وتحول إلى "عدة شغل" لهندسة كتلة يرأسها الوريث. دائما تحت سقف مدرسة "فصل الإنتخابات عن السياسة"، التي بات لها فروعاً في مختلف الدوائر.
ولا يغيب عن ذهن متابع، "رسالة" متعددة الإتجاهات من ريما فرنجية عندما تخص الإغتراب بتغريدة عنوانها "التواصل دائم والموعد آت". وقد يكون رأي أحد أساتذة الإعلام في فرنجية بأنه "قليل الحركة" قد ترك أثره في بنشعي -على طريق بعبدا- ما استنهض جهداً من نوع آخر باتجاه تعبئة فراغات وإصلاح ثغرات آن أوانها لمجاراة زمن الإستحقاقات الكبرى!
بين مُهمّة طوني وكلمة ريما، "لن ينعس" جيش "المردة" بعد اليوم. ربما أتت "الصحوة" متأخرة، وربما لا، لتوسيع البيكار الأخضر واستخدام أنظمة حسابية جديدة تزيد على علامة الـ π علامة أكثر جدوى!