دورة تدريبية في "الحكمة" لتطوير مهارات العلمانيين
21 شباط 2018 10:51
افتتح المركز الراعوي الأبرشي في أبرشية بيروت المارونية وكلية العلوم الكنسية في جامعة الحكمة، دورة تدريبية لتطوير مهارات العلمانيين العاملين في الحقل الإجتماعي في رعاياهم، برعاية رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون.
بداية كلمة ترحيب وتعريف عن الدورة لمنسقتها ماري-نويل شرفان "التي تهدف إلى تحفيز العمل الإجتماعي لدى المؤمنين وتطوير مهاراتهم في الحقل الإجتماعي في رعيتهم وحثهم ليشهدوا للمسيح من خلال أفعالهم واندفاعهم وحبهم للخدمة".
وألقى الخوري شلفون كلمة رحب فيها بالمشاركين في الدورة، مثنيا على عمل المشرفين عليها والمحاضرين فيها، وقال: "العمل الراعوي الإجتماعي في خدمة التبشير الجديد، بدأ في جامعتنا منذ ثلاث سنوات، بإيحاء من قداسة البابا فرنسيس، الذي يعير أهمية كبيرة للعمل الإجتماعي، وقد خصص الأحد الأول من هذه السنة للفقير ثم خصص الأحد الذي تلاه للنازحين والمهاجرين، وهو يشجعنا دائما على العمل الإجتماعي، والصورة التي تأملنا فيها في يوم السلام العالمي، كانت في نكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وأعطانا قداسته هذه الصورة التي يظهر فيها ولد له من العمر 13 سنة يحمل أخاه الميت. ويريد منا البابا أن نفكر جديا، بكيفية بناء السلام، ونهتم بشكل خاص بالنازحين واللاجئين، ونعتبر الكون بيت واحد وهو بيت للجميع، للمؤمنين وغير المؤمنين وملحدين أو من ديانات مختلفة. ومن إهتمامات البابا المصالحة بين الشعوب، ويطلب منا الصلاة من أجلها".
اضاف: "في هذه السنة الثالثة، وبمبادرة من النائب الأسقفي للشؤون الراعوية في الأبرشية، المونسنيور أنطوان عساف وبالتنسيق مع السيدة ماري نويل شرفان، منسقة الدورة، نبدأ دورة جديدة تضم وجوها جديدة وقديمة، وكلية العلوم الكنسية في جامعتنا، نواكب كل توجيهات ورغبات الأحبار ورؤساء كنيستنا في كل ما يهم العمل الراعوي وقدسيته ونؤسس بالتعاون مع المركز الراعوي الأبرشي لجانا للعمل الراعوي الإجتماعي في الرعايا. علينا أن نكون، فعلا أداة بيد الرب لننقذ مجتمعنا الذي يعيش أوضاعا صعبة. مار منصور كان يقول: الفقراء أسيادنا. والفقراء اليوم هم الذين يدعونا إلى المزيد والمزيد من الإلتزام في خدمتهم ولخدمة العمل الإجتماعي الذي يساعد على تطوير مجتمعنا".
وختم: "وإلى لقاء قريب في ختام الدورة لنسلمكم الشهادات خلال احتفال سيرعاه ولي الجامعة المطران بولس مطر، فتنطلقوا لخدمة رعاياكم ومنظماتكم الإجتماعية، بمزيد من الوعي ومزيد من الإلتزام. والرب يوفقكم في كل خطواتكم ومساعيكم".
وتحدث المونسيور عساف مع المشاركين في الدورة عن المؤمن أمام إشكالية الشر، الذي اعتبره "موضوعا أساسيا في حياة كل مؤمن الذي يشكل له الشر عائقا في حياته وفي إيمانه، أكان مسيحيا أو غير مسيحي. وهناك الكثير من المؤمنين يسألون، كيف الله هو المحبة وهو القوة ويحصل ما يحصل في هذا العالم من شر ومن حروب".
وقال: "نحن نقوم بهذه الدورات بعد قداسة البابا فرنسيس الذي لديه كلمة عزيزة على قلبه، وهي الفرح. وفرح الإنجيل وفرح الحب وكن مسبحا (وحده الفرح يسبح) إنها خارطة طريقه في رسالته البابوية. لا يستطيع الإنسان المسيحي أن يكون حزينا، لأن إيمانه يعيد الفرح إلى قلبه الذي عرف الحزن لأننا أبناء الرجاء. الفرح المسيحي لا يناسب مع الباب المقفل. الحب يعطي الفرح والحب يجب إيصاله إلى الإنسان المريض".
اضاف: "مشروعنا في المركز الراعوي الأبرشي وجامعة الحكمة، مبني على معرفة كيف علينا الذهاب إلى الناس المحتاجين لنساعدهم. والمحتاج ليس من هو محتاج للمال، بل هو من يحتاج إلى محبة ومساعدة وعون. ونحن في عملنا الراعوي نتميز عن الغير في أعمالنا الإجتماعية، بالفرح. ولم أقل أن من يتعاطى العمل الإجتماعي في المؤسسات المدنية ليس لديهم الفرح، بل أن فرحنا يحمل اسم يسوع الذي يحب. فنحن نذهب إلى كل محتاج ونحمل معنا فرح الإنجيل، أي البشرى السارة، لكي نبشر بالإنجيل وليس بأفكارنا".