"المستقبل" و"القوّات" جنباً الى جنب... في هذه الدوائر
8 آذار 2018 06:17
كما كان متوقعا سجلت الترشيحات للانتخابات النيابية في أيار رقما قياسيا من حيث عدد المرشحين الذين بلغوا 976 مرشحا مقبولا، أي بزيادة بلغت 274 مرشحا عن ترشيحات انتخابات عام 2009، والسبب في ذلك يكمن أولا باعتماد القانون النسبي، الأمر الذي فتح شهية الطامحين لحصد مركز نيابي، وثانيا، بسبب النظام الانتخابي الذي يعطي مهلة 20 يوما بعد اقفال باب الترشيحات لتركيب اللوائح، ما يعني أن الأحزاب التي تنوي التفاوض حول المقاعد والحصص يجب عليها أن تكون قد رشّحت عن هذه المقاعد.
111 امرأة تقدمن لخوض المعركة الانتخابية، وهذا أيضا إنجاز كبير يسجّل للمراة اللبنانية التي استطاعت أن ترفع عدد المرشحات عام 2009 من 12 الى 111، علما أن أغلبية هؤلاء المرشحات يخضن المعركة بلوائح المجتمع المدني، ولعل حزب القوات اللبنانية هو الحزب الوحيد الذي رشّح عددا كبيرا من النساء. بعد هذه المقدمة ندخل الى مستجدات التحالفات التي بدأت أمس يومها الاول من المهلة التي تنتهي في 27 آذار، والتي بموجبها يجب الانتهاء من تركيب التحالفات واللوائح.
كانت لائحة رئيس مجلس النواب نبيه بري في دائرة الجنوب الثانية، اول لائحة رسمية تتسجل لخوض الانتخابات، وتلاها لوائح الأمل والوفاء للثنائي الشيعي، الأمر الذي يعبّر عما قاله بري سابقا بأن تحالف حركة امل وحزب الله هو التحالف الأوضح والاول في كل الدوائر الانتخابية، ولكن هذا الوضوح لا ينعكس على بقية الأفرقاء، خصوصا وأن ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري منذ أشهر بأن «التحالف مع التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية هو الأمر الثابت الوحيد» لم يعد صالحا، وتحديدا بعد زيارته الى المملكة العربية السعودية التي قدمت له الدعم الذي يريده مقابل التحالف مع من تريده هي، وتحديدا «القوات اللبنانية».
في هذا السياق تكشف مصادر مطلعة أن تحالف تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر لم يعد ثابتا ولا راسخا، وتم اسقاطه في دوائر متعددة لحساب تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية، كذلك استطاع تيار المستقبل إنجاح مساعي التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في دائرة الشوف وعاليه، مع العلم أن في هذه الدائرة سيساهم مرشح جنبلاط ناجي البستاني بإضعاف نسبة الأصوات التفضيلية التي سينالها مرشح القوات جورج عدوان.
بالاضافة الى الشوف وعاليه تمكّن تيار المستقبل من نسج تحالف انتخابي بين القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي في دائرة بعبدا، وتوجيه ناخبي التيار للتصويت لهذه اللائحة، بحيث لا يكون لتيار المستقبل مرشحه الخاص فيها، الأمر الذي تُرجم بعدم ترشح مستشار الحريري، باسم السبع عن المقعد الشيعي. وهذه اللائحة ستكون بمواجهة مباشرة مع لائحة الثنائي الشيعي والى جانبهما التيار الوطني الحر الذي رفض سابقا التحالف مع أمل وحزب الله في هذه الدائرة، مفضلا التحالف مع تيار المستقبل أو خوض المعركة منفردا، ولكنه بعد تحالف القوات والمستقبل أصبح ملزما بدخول تحالف قوي يضمن للائحة ثلاثة مقاعد على الأقل، 2 للمرشحين الشيعة علي عمار وفادي علامة، وواحد ماروني من المتوقع أن يكون آلان عون كونه الماروني الأقوى في الدائرة.
كذلك أصبح شبه محسوم قيام تحالف انتخابي بين المستقبل والقوات في دائرة الجنوب الثالثة التي تضم النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، لمحاولة تحقيق الخرق في مقعدي قاسم هاشم وأسعد حردان، مع العلم أن الحديث في هذه الدائرة يدور حول إمكانية دخول التيار الوطني الحر ضمن التحالف في هذه الدائرة، وأيضا في دائرة بعلبك الهرمل حيث سيعمل المستقبل والقوات الى جانب شخصيات شيعية معارضة للثنائي الشيعي لتحقيق الخرق في المقعدين المسيحي والسني، وتفجير المفاجأة بخرق أحد المقاعد الشيعية.
خسر التيار الوطني الحر بعد عودة الحريري من زيارته الى السعودية تحالفه مع تيار المستقبل في دوائر عديدة أبرزها حتى اليوم دائرة بيروت الثانية حيث تحالف الوطني الحر مع الثنائي الشيعي وسيكون من نصيبه المرشح الإنجيلي الذي كان من المفترض أن يكون من حصة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي البقاع الغربي حيث أصبح التيار أيضا متحالفا مع حركة أمل وحزب الله والمرشح السني عبد الرحيم مراد، حيث يتم بحث عدد المرشحين الذين سكونون من حصة التيار بظل رفض بأن يزيد العدد عن مرشح واحد، وكان سابقا أي قبل الزيارة السعودية قد تعثر في تحالفه مع التيار في دائرة صيدا جزين دون أن تُحسم الأمور بشكل نهائي بعد، ودوائر الشمال حيث لا يزال الحديث دائرا حولها من دون حسم بانتظار تبيان شكل اللوائح الاخرى.
لا شك أن زيارة الحريري للسعودية أعادت خلط الأوراق بالنسبة للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وفريق 8 آذار الذي تشير أوساطه الى أن عودة التيار الوطني الحر الى حضنه كانت متوقعة، لأن المتحالفين مع الحريري يعلمون بأن قراره لم ولن يكون في يده يوما، ولكن اللعبة الانتخابية لم تنته بعد وستشهد مزيدا من المفاجآت الانتخابية في أكثر من دائرة.