كسروان - جبيل: ماذا يجري في كواليس "المعارضة"؟
24 آذار 2018 15:29
لا تزال دائرة كسروان جبيل (7 موارنة و1 شيعي) تتقلب على وقع مفاوضات انتخابية تمهيدا لتشكيل اللوائح نهائيا في مهلة أقصاها الاثنين المقبل. وإذا كانت المنازلة المنتظرة في هذه الدائرة شرسة كونها تجري في أحد أهم المعاقل السياسية العونية، فإنها تكتسب أهميتها أولا في كونها صراعا بين معسكري الموالاة والمعارضة. وفيما نجح الفريق الموالي (وعلى رأسه التيار الوطني الحر) في تجاوز عدد من المطبات التي هددت في مرحلة سابقة ديمومة اللائحة البرتقالية التي يرأسها العميد شامل روكز، يبدو المعارضون على تأنيهم في نسج تحالفاتهم، انطلاقا من مواقعهم المبدئية، وإن كانوا على دراية بضراوة المنافسات.
وفي السياق، وبعد أيام على كلام عن اهتزاز تعرضت له اللائحة التي نتجت من اتفاق بين حزب الكتائب والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد، تسارعت تطورات الساعات الأخيرة، مسجلة خروج حزب الوطنيين الأحرار، وهو المعروف بمعارضته للسلطة الحالية، بعد اعتراضه على الاتفاق الذي أبرمه أركان الحكم عام 2016، من لائحة القوى المعارضة. غير أن الأهم يكمن في البديل الذي اختارته السوديكو التي باتت تغرد اليوم في سرب اللائحة المدعومة من القوات، والتي حسم من بين أعضائها القيادي القواتي شوقي الدكاش، ورئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط، وفادي روحانا صقر والنائب السابق محمود عواد، قبل ان ينضم اليها نعمان مراد عن "الأحرار". وقد رأى مراقبون في هذا التموضع الجديد للأحرار ضربة قوية مني بها المعارضون، لا سيما الكتائب التي بدا حلفها مع الحزب منذ فترة لا يستهان بها.
إلا أن مصادر مطلعة على الكواليس الانتخابية في كسروان -جبيل أوضحت لـ "المركزية" أن "الكتائب كانت أعلنت حلفا يجمعها بحزب الوطنيين الأحرار. وكان الأحرار في صدد ترشيح مارون الحلو (نقيب المقاولين)، وهو خيار أيدته الصيفي، بدليل أنها كانت على اتصال شبه يومي بالحلو، غير أنه أعلن عزوفه عن خوض السباق. وأتى هذا الخيار في عز مفاوضات تأليف اللائحة التي اصطدمت أيضا بالاشكالية الأخيرة المرتبطة بالنائبين جيلبيرت زوين ويوسف خليل. إلا أن حلها قلص الخيارات الكسروانية إلى مقعد واحد، ستشغله الاعلامية يولاند خوري. وتضيف المصادر: اليوم قرر الأحرار الانضمام إلى اللائحة المدعومة من القوات، علما أن اللائحة المعارضة يؤلفها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، والنائبان السابقان فارس سعيد وفريد هيكل الخازن، ما يفرض احتراما للخيارات التي يرسون عليها في إطار مفاوضاتهم.
وإذا كان حزب الوطنيين الأحرار اختار القوات لخوض المعركة إلى جانبه، فإن تساؤلات غلفت انضمام النائبين خليل وزوين إلى المعسكر، علما أن رئيس الكتائب يبدو مصرا على رفض التحالف مع أركان السلطة. إلا أن المصادر أشارت إلى أن أسبابا عدة دفعت الصيفي إلى الرضوخ لهذا المطلب، أولها يكمن في أن الصيفي ليست الجهة الوحيدة التي تطبخ اللائحة المعارضة في كواليس كسروان وجبيل، ما يفرض عليها احترام رأيي الخازن وسعيد، علما أن الأطراف الثلاثة كانوا اتفقوا على أن يطرح كل منهم اسمين، وهذا ما حصل حيث رسا الخيار الكتائبي على القيادي شاكر سلامة والاعلامية يولاند خوري، لافتة إلى أن لا شبهات فساد تحوم حول النائبين العونيين، علما أن زوين أصدرت بيانا أعلنت فيه استقالتها من التيار الوطني الحر، وهي تعترف بأنها لم تكن على تناغم تام مع أعضاء تكتل التغيير والاصلاح.
غير أن المصادر لا تفوت فرصة الاشارة إلى ما تسميها محاولة لمحاصرة هامش الحركة الذي يفترض أن تكون متاحا للقوى المعارضة في مرحلة ما قبل الانتخابات، كاشفة أن أحد المرشحين الكسروانيين على لائحة العميد روكز كان من المفترض أن يكون في المعسكر المعارض، قبل أن يبدل خياره على وقع ضغط سياسي معين.