نصرالله: "سيدر" يراكم الديون.. وسنبقى في الحكومة مهما حصل
8 نيسان 2018 19:40
ألقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة في مهرجان "يوم الوفاء للنصر" الذي أقيم في ساحة الإمام الحسين في مدينة النبطية، وحضره حشد جماهيري وعدد من النواب والمرشحين للمقاعد النيابية.
وأطلّ نصرالله عبر الشاشة، شاكرا "هذا الحشد الكبير المتوقع"، موجها التحية إلى "كل المشاركين في هذا المهرجان الانتخابي الخاص بدائرة الجنوب الثالثة"، لافتا إلى أن "هدف هذا الاحتفال هو إعلان التأييد والدعم للائحة الأمل والوفاء، والتعيبر عن التطلعات من خلال لائحة الأمل والوفاء في هذه الدائرة".
وعن الانتخابات، قال: "نريد أن نكون جميعا في موقع الأمل والوفاء، وأن نستمر، هذه اللائحة التي تجمع من كل القوى السياسية، إنما تحمل كل هذه الدلالات".
وأكد أن "المجلس النيابي في لبنان، هو أم المؤسسات في الدولة اللبنانية، وهو الذي ينتخب رئيس الجمهورية، ويسمي رئيس الوزراء، ويوافق على برنامج الحكومة، وعلى الموازنة ووضع القوانين المنظمة لكل شؤون الحياة، وهو المؤسسة الوحيدة، التي تملك صلاحية تعديل الدستور من دون العودة إلى استفتاء شعبي. وعندما ننتخب فإننا نوجد مجلسا نيابيا جديدا كي يمارس هذه الصلاحيات، لذلك علينا أن ننتخب، وبعد الانتخاب نترك الناس في المجهول"، مشددا على ضرورة "المشاركة في الانتخابات النيابية، واختيار من ننتخب ولمن ننتخب. فبعض الناس ينتخب لأسباب عصبية عائلية أو عشائرية أو حزبية أو طائفية"، لافتا إلى أن "أهمية المجلس أنه يرسم سياسة ومستقبل البلد، وعلى هذا الأساس على كل شخص مراقبة التحديات القادمة".
ورأى أن "الملف الأول هو التهديدات الإسرائيلية القائمة والصراع مع هذا العدو الصهيوني، لأننا أمام عدو يطمع بمنطقتنا ومياهنا وأرضنا"، عارضا "معاناة أهل الجنوب والبقاع الغربي منذ نكبة فلسطين العام 1948"، داعيا الشباب إلى "الاطلاع على ما عاشه الجيل السابق من معاناة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية".
وقال: "في كل هذا الملف علينا تذكر التجربة. من الذي أخرج المحتلين الصهاينة من لبنان باستثناء مزارع شبعا"، متحديا "من يقول إن عاملا غير المقاومة المسلحة والشعبية أخرج هذا المحتل أن عليه تقديم الدليل"، مؤكدا أن "لا جامعة الدول العربية ولا قمة عدم الانحياز ولا الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا القرارات الدولية، هي التي أخرجت الاحتلال، إنما المقاومون والشهداء والأوفياء في دعم المقاومة من إيران إلى سوريا".
أضاف: "لقد أنجزت المقاومة التحرير في العام 2000 وذلك ببركة وحدتكم وتآخيكم، وخاصة بين حركة أمل وحزب الله وبجهود المقاومين جميعا"، معتبرا أن "إدراك الإسرائيلي والأميركي لأهمية هذه المقاومة، التي استطاعت أن تخرج العدو الإسرائيلي من أرضنا بلا قيد أو شرط، وأن تدخل المنطقة في عصر الانتصارات، وأن تحيي روح المقاومة في فلسطين وعلى امتداد الأمة جمعاء، دفع إلى قرار العدو وحلفائه بضرورة إلغاء هذه المقاومة، لأنها عنوان الكرامة والعزة. فكان أن بدأ التآمر عليها. وكان أولها الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ لأنه لم يبلغ جيش لحد العميل، ولا شبكات عملائه وتركهم عمدا، مع أنه يعلم أنهم ينتمون إلى طائفة واحدة هي طائفة العمالة، مع أنهم ينتمون إلى شيعة ودروز ومسيحيين، ومن أغلب المدن والبلدات في الشريط الحدودي"، معتبرا أن "انسحاب الإسرائيلي المفاجئ وترك عملائه عمدا، لأنه كان يخطط بأن تحصل المجازر فور انسحابه، كي يتحول النصر إلى فتنة وإلى حرب طائفية، يتم بعدها ضرب المقاومة" مؤكدا أن "وعي الناس يومها أسقط تلك الفتنة".
ولفت إلى أن "المحاولة الثانية للقضاء على هذه المقاومة، كان عند مجيء شخص أميركي من أصل لبناني مبعوثا من نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، والعرض الذي قدمه بإعطائنا كل ما نريد، شرط أن نعمل أمن ومخابرات عند الأميركي، والشرط الثاني عدم مقاتلة إسرائيل"، كاشفا عن اسم "هذا المبعوث، وهو الصحافي جورج نادر"، معترفا بـ"خطأ أنه رفض استلام تلك الورقة".
ثم كشف عن "محاولة ثالثة حصلت في العام 2005"، فقال: "تقدمت لنا عروض أميركية وفرنسية وأردنية رفضناها في حزب الله، قضت بأن نأخذ حصة الشيعة في السلطة وأموال ومشاريع وغيرها، والهدف من عروضهم أنه عندما تدخل المقاومة نعيم السلطة، فعندها تتخلى عن السلاح. أما في العام 2006 فكانت الحرب من أجل سحق المقاومة، لأن الترهيب والترغيب لم ينفع مع المقاومة، والتأسيس لشرق أوسط جديد".
ولفت إلى أن "ما جرى في سوريا هو لضرب المقاومة ومحورها في هذه المنطقة. والأخطر من كل هذا، كان يخطط ضد المقاومة وهو إدخالها بصدام مع الجيش"، عارضا "ما جرى في العام 2005، حيث أجرى الأميركي دراسات واستطلاعات داخل مؤسسة الجيش الللبناني، إذا كانت قيادة هذا الجيش وأفراده جاهزين على المستوى النفسي والعمل لقتال المقاومة، وكانت الدراسة على أساس طائفي للأسف، لكنهم وجدوا في ذلك الوقت، أن الجيش بثقافته وتركيبته لا يقبل بالذهاب إلى قتال المقاومة، وهذا كان أحد أسباب السرعة في الذهاب إلى حرب تموز 2006"، مؤكدا أن "الأخطر وفي أثناء حرب تموز، هناك من عمل على خيار ضرب المقاومة"، متوقفا "عند قرار رئيس الحكومة يوم ذاك، بإعطاء أوامر للجيش اللبناني بمصادرة الأسلحة الذاهبة إلى المقاومة في الجنوب، وكان الجنوب في قلب المعركة"، مشيرا إلى أن "الحكمة السياسية يومها، أدت إلى لملمة الموضوع".
كما شدد نصرالله على أنّ "المطلوب التحصين السياسي للمقاومة من خلال الحضور القوي في المجلس النيابي والحكومة من أجل الدفاع عن لبنان وسيادته وأمنه واستقراره وقطع كلّ الأيادي التي تطمع بخيراته".
وأضاف: "الأهمّ والأخطر هو ملفّ التهديدات الإسرائيلية الدائمة بشنّ حرب على لبنان ونحن لدينا معادلتنا الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة" لمواجهة كلّ التحديات.. والمهمّ أيضاً ألا تُطعن المقاومة من الظهر وألا تؤخذ إلى فتنة في الداخل وأن تكون "المقاومة والجيش والشعب" معادلة حقيقية وهذا يتحقق من خلال التصويت في 6 أيار".
وعن الوضع المالي، قال نصرالله: "أضمّ صوتي لأصوات المسؤولين الذين قالوا إنّ البلد ليس مفلساً ولكن إذا واصلنا السير كما كنا في الماضي فمن المؤكد أننا ذاهبون إلى الإفلاس"، لافتاً إلى "أننا سنقبل بالقروض إذا كانت مجدية وأي ضرائب جديدة تُفرض على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود يجب أن يكون رفضها قاطعاً وغير قابل للمجاملات، ولن نقبل بأيّ ضرائب جديدة وقد نضطر للنزول إلى الشارع لأن وضع الناس لم يعد يُحتمل".
وتابع: "يُقال إنّ الدين هو 80 مليار وكل سنة سيزداد وبعد مؤتمر "سيدر" هناك فرضية أن يصبح الدين 92 ملياراً وسيزيد في السنوات المقبلة"، وقال: "يجب مواجهة سنّ قوانين لعدم وضع الضرائب على الشعب الفقير". واستطرد: "سنبقى في الحكومة مهما حصل والاعتكاف مرفوض ولا حتى الغياب عن الجلسات".
وختم قائلاً: "خذوا 6 أيار على عاتققم في المسؤولية من خلال الانتخاب الصادق الواعد والوفي لمن يحمل المسؤولية ولمن يحفظ أماناتكم وشهدائكم وماضيكم وحاضركم ويوم 6 أيار يوم الإمام الصدر ككل أيام القهر والظلم".