الخوري أطلق كرسي محمود درويش في اليونيسكو
10 آب 2018 18:40
اطلقت الجامعة الحديثة للادارة والعلوم "كرسي الشاعر محمود درويش للأدب والشعر" إحياء للذكرى العاشرة لرحيله وتزامنا مع العام الثامن عشر لتأسيسها، في إحتفال اقيم في قصر اليونيسكو، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري وحضوره وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ممثلا بالشيخ سامي أبي المنى، نائب رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمر والسفير الفلسطيني أشرف دبور، والنواب فؤاد مخزومي، عدنان طرابلسي، نقولا الصحناوي وتيمور جنبلاط ممثلا بظافر ناصر، أحمد الحسيني ممثلا السفارة الإيرانية، المدير العام لأمن الدولة طوني صليبا ممثلا بالمقدم أيمن محمود، أمين سر حركة "فتح" فتحي أبو العردات، الى ممثلين عن وزراء ونواب وأهل الفكر والقلم والشعر والفن.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، وتقديم من الإعلامية لوركا سبيتي عن مسيرة محمود درويش وإرثه الفكري والوجداني في ذاكرة المجتمعات الثورية والإنسانية، اعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حاتم علامة أسماء اللجنة، وضمت، الى الدكتور حاتم علامة، الفنان مارسيل خليفه، الشاعر شوقي بزيع، والدكاترة أنطوان سيف، كلوديا أبي نادر، وجيه فانوس، منذر جابر، ماهر الشريف وعلي شعيب، والاستاذ ماهر مشيعل. وبعد الصورة التذكارية تسلم اعضاء اللجنة "وشاح محمود درويش".
وتحدث الدكتور علامة عن "مبادرة الجامعة التي نشأت من تحد لشعارات طواها الزمن، تنتصر اليوم لإرادة العلم والثقافة، بأن تضع على بوابة مرحلتها المقبلة كرسيا للابداع الإنساني وإنحيازها إلى أبجدية التغيير، وها الكرسي ليس تكريما لمحمود درويش فحسب، بل بأننا نحمل وصيته عملا لمشروع ثقافي وطني حر يجسد الإيمان بقضية فلسطين".
أضاف: "محمود درويش هو في رؤيتنا تجربة نيرة نهتدي بها على دروب الفكر والمعرفة، حيث العمل لتطعيم المناهج الجامعية بالتجربة خيارا ومصباحا للاضاءة على حقبة إستثنائية في تاريخنا الحديث، من خلال تكريم سنوي للمساهمات في إحياء فكر درويش شعرا ونثرا ورسما ومسرحا"، واشار إلى "السعي للتشبيك مع المبادرات الدولية كجامعة بروكسل".
وألقى السفير دبور كلمة، شكر فيها وزير الثقافة لرعايته والجامعة الحديثة على "المبادرة التي تعكس الوفاء لمحمود درويش، هذا الصوت الهادر بالثورة على الظلم والإحتلال لفلسطين. كم تليق بك فلسطين، أم البدايات وام النهايات كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين. وكم تليق بك بيروت خيمتنا ونجمتنا، وهي تكرمك في العقد الأول لرحيلك، بل وتخلدك حضورا وإرثا ثقافيا في ذاكرتها. ليكن كرسي محمود درويش للأدب والشعر مدخلا عظيما لتجنيد كل طاقات المبدعين بالإرتكاز إلى تراثه ومدرسته وإبداعه العظيم ومحطة لتعزيز جبهة الثقافة في عمقنا العربي".
والقى ألامين العام لإتحاد الكتاب اللبناني الدكتور وجيه فانوس كلمة الكرسي، فقال: "ان كرسيا أكاديميا للشاعر محمود درويش في جامعة تسعى إلى تخصص علمي لطلابها في مجالات الإدارة والعلوم، لا يعني إلا أن علاقة عضوية تقوم في هذه الجامعة بين العلم والثقافة، وهذه العلاقة الممارسة، من منظار أكاديمي مسؤول، تؤكد في ما تؤكده أن العلم بلا ثقافة تؤازره، هو علم ضعيف في آفاقه الإنسانية، كما أن الثقافة من دون علم يعضدها، هي ثقافة مائعة في وجودها الإنساني الفاعل".
والقى الدكتور زياد أبو عمر كلمة "مؤسسة محمود درويش"، فأشار الى أن "هذا القرار من قبل مؤسسة أكاديمية لبنانية بإطلاق كرسي الشاعر محمود درويش للأدب والشعر، له وقع خاص ومميز، حيث أن لبنان وشعبه له مكانة خاصة لدى درويش ولدى الشعب الفلسطيني. وما الإحتفال بذكرى مرور 10 سنوات على رحيله، إلا دلالة واضحة عن المكانة التي إستحقها في فضاء الثقافة العربية والإنسانية. فحقق شعره إختراقا واضحا في الوعي الإنساني واصبح الأوسع إنتشارا على صعيد الترجمات إلى العديد من اللغات".
ثم أعلن عن جائزة سنوية بإسم محمود درويش للمبدعين والشعراء والأدباء من فلسطين والعالم العربي والعالم "ليبقى إرثه في وعي الأجيال الفلسطينية ثورة وهي تواجه بصلابة الأحتلال الاستيطاني الإسرائيلي".
ثم تحدث الشاعر بزيع، فقال: "حيث كتب محمود أخيرا في قصيدته الوصية "وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت وبعض شقائق النعمان إن وجدت"، لم يكن الإيقاع وحده هو الذي أملى عليه ذلك الإستدراك الأخير في نهاية الجملة، بل لأنه كان يحدس بموته في قيظ آب، حيث لا سبيل للسنابل إلى الإخضرار وللشقائق إلى التفتح، وربما كان يحدس في الوقت ذاته بأن الربيع العربي الذي مهد له بشعره سوف يتم إخلاؤه من البراعم والأحلام ليصبح مساحة لنفايات الثورات وخردة الشعارات العجفاء وليتحول إلى ساحة المواجهة الضارية بين سياط الجنرالات وسواطير الانبياء الكذبة، ومع ذلك فإن الجغرافيا التي نعرفها ليست دائما على حق، فحيث تنخفض الجبال إلى أدنى مستوياتها، يتكفل الشعر بتصحيح المشهد حتى ليسأل أحدنا قائلا "ما هي القمة الأكثر إرتفاعا في بلاد العرب؟"، فيجيبه الآخر دون تردد "قبر محمود درويش".
وفي الختام، تحدث الوزير الخوري، فقال: "نجمة فلسطين والعرب... والمستمر في إضاءته كل كلمة ونغمة ولون وطني...، فنحن نقف فعلا بكل محبة واحترام وإجلال. هذا الكبير الذي تحتفل جامعة لبنانية (الجامعة الحديثة للادارة والعلوم) بإطلاق كرسي باسمه، للأدب والشعر، بإدارة نخبة من المبدعين الأعلام، نريده كما تريده هي، قدوة للوطنية وللعروبة والنضال... ولتشجيع الشباب على العطاء والإبداع والتفوق. فالجامعة ليست فقط للتعليم، بل للتربية والتنشئة الوطنية، ولتعميق المعرفة ونشرها، فليست جودة التعليم العالي هي المطلوبة فقط، بل جودة مثل هذا العمل نوعا وقيمة. وفي هذا فلتتنافس الجامعات".
اضاف: "ألم ينشد محمود درويش: "أرضنا ليست بعاقر لها ميلادها وكل فجر له موعد ثائر"؟ نعم، نحن ننتظر من يسير على خطى محمود درويش في الصمود، في الثورة على الكسل والفساد والانهزام، وبمحبة الغد الأفضل للانسان العربي وللوطن العربي الكبير، هذا الوطن الذي كان في شعره كله "القضية"، عاش ومات دونها. ألم يقل: "الوطن ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي إنه حياتك وقضيتك معا"؟ وقد طبق قوله تماما في كل حياته. وزارة الثقافة تعتز بمثل هذا الاحتفال الأكاديمي الواسع، الذي جمع المهتمين من العرب واللبنانيين، دبلوماسيين ومبدعين، حول رائد عربي للشعر قل نظيره".
وأختتم الإحتفال الذي أطل فيه الفنان التشكيلي برنارد رنو بلوحة تمثل محمود درويش رسمها مباشرة خلال ساعتين، بإطلالة للفنانة سمر كموج وفرقتها الموسيقية التي قدمت أغان لدرويش "أحن إلى خبز امي"، و"بين ريتا وعيوني"، تخلله لوحات فولكلورية من التراث الفلسطيني.