من يؤخّر تشكيل الحكومة ولماذا؟
ميرا مطر
25 أيلول 2018 06:18
أمهل رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري حتى الأول من أيلول لتشكيل حكومته، وإلّا سيكون له كلام آخر. ثمّ ألمح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى أنّه سينتظر حتى آخر أيلول لتشكيل الحكومة، وإلاّ سيُعيد النظر برفضه لمبدأ حكومة الأمر الواقع.
لم يرفع الحريري إلى عون تشكيلته الحكوميّة المناسبة حتى الساعة. وعلى الأرجح، ستنقضي المهل وتتهاوى "التوعّدات" من دون أن تبصر الحكومة النور. أمّا الأكيد، فإنّ الحريري محميّ دستورياً، وليس هناك ما يجبره قانونيّاً على الاستعجال بتشكيل حكومته، أو بالأحرى حكومة العهد.
يؤكّد الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح لموقع mtv أنّ "الفراغ الحكومي اليوم مماثل للفراغ الرئاسي الذي دام لأكثر من سنتين، وكليهما وليد سيطرة حزب الله على الدولة".
ويعتقد رباح أنّ "التسهيلات التي يزعم حزب الله تقديمها لتشكيل الحكومة وهميّة"، مضيفاً أنّ "أبرز عقدة هي التطبيع مع النظام السوري، وهو أمر مرفوض وغير وارد لدى الحريري".
وأضاف: "الحريري لن يعطي شهادة حسن سلوك للنظام السوري، ويتحمّل ترحيل اللبنانيين من الخليج كرمال سواد عيون (الرئيس بشار) الأسد"، مع تشديده على أنّ نتائج الإنتخابات النيابيّة أفرزت زعامات مذهبيّة وبالتالي لا بديل عن الحريري.
ويعتبر رباح أنّ "أكبر المستفيدين من عدم تشكيل الحكومة هو حزب الله، بحيث يسهّل له الأمر تحرّكاته الماليّة ويعفيه من عقوبات هو بغنى عنها وسط تدهور وضعه المادي".
ويرى رباح أنّ العقدتَين المسيحيّة والدرزيّة وما يتبعهما من عقد داخليّة هي عرقلات ثانوية، مع التأكيد أنّ "التنازلات يجب أن تأتي من رئيس الجمهوريّة، لاسيما أنّه المتضرّر الأكبر من تأخير تشكيل الحكومة".