هل يعتذر الحريري؟
22 تشرين الأول 2018 06:47
كتب الصحافي سمير عطاالله في صحيفة "الشرق الأوسط": "يُحسَبُ للرئيس سعد الحريري طاقة كبرى على الصبر والتضحية وحفظ الأدب حتى في أحلك الأحوال. والبعض يأخذ عليه المضي في التضحية دائماً على حسابه الخاص، أو من رصيد رئاسة الوزراء التي يكفل لها الدستور والعرف والتاريخ أكثر بكثير مما تتقبله الآن. لقد حوّل السياسيون دور سعد الحريري وموقعه من زعيمٍ مُكَلَّفٍ بأكثرية برلمانية كبرى، إلى وسيطٍ يتمنى على المعنيين الحد من التدلل والدلع والجشع الذي لا يضبطه حياء أو خجل. وهو لا يُغبَطُ على مهمته، يوم كَلّفوه، ويوم خذلوه، ويوم الختام".
وكنّا كتبنا، قبل إطلالة الحريري في "صار الوقت"، أنّه يبلع البحص ولا "يبقّ" البحص، ما يعني أنّه ليس في وارد المواجهة العنيفة ولكنّه أيضاً ليس في وارد الخضوع. من هنا، يبدو الاعتذار عن التشكيل غير وارد بالنسبة الى الحريري، ولو أنّ البعض حاول التسويق للأمر بعد بروز عقدتَي وزارة العدل والوزير السنّي، من خارج كتلة "المستقبل".
ويبدو الحريري اليوم أمام مهمّة البحث عن بديل لحقيبة "العدل" لإرضاء القوات اللبنانيّة، وقد يتمّ ذلك بمنح معراب حقيبة إضافيّة لتصبح حصّتها أربعة وزراء بأربع حقائب، بدل ثلاث. بالإضافة الى المخرج للوزير السنّي الذي قد يستدعي زيارة من الحريري الى عين التينة متوّقعة قريباً.
ولكنّ الثابت لدى الحريري أيضاً هو عدم المضيّ في تشكيل حكومة بلا "القوات". وهو لا يُغبَط على هذه المهمّات كلّها، كما يقول سمير عطاالله.