"إمّ البنات" أبكتنا... وكارين رزق الله صدمتنا!
شربل رحمة
5 كانون الأول 2018 11:54
هو عيد الميلاد الذي يغمر العالم بدفء في "عزّ كانون"، وهو العيد الذي ننتظره لنُشفى من جراحاتنا أيّا كانت، وممّن أتت... إنّه الميلاد الذي يكون الى القلوب قريباً، وما أدرانا كم هذا العيد عن "إمّ البنات"... بعيد! "فرح"، وكم تتعاكس معاني الكلمة مع إسمها، تعاني في هذا العيد الذي رحل زوجها قبله بساعات، فأصبح بالنسبة إليها كابوساً لا ينتهي، ووجعاً لا شفاء منه. إنّها الأمّ التي صدمها قدر الحياة، فتُركت وحيدة في منزلها مع بناتها الثلاث وحماتها، وجارة محبّبة وصاحب مُلك أضنى البخل أيّامه... إنّها الأمّ التي تختبئ في منازل كثيرة في وطننا، وتهرب من الحياة الصعبة بردائها الأسود الذي بات عالمها وسجنها في آنٍ معاً.
كيف نصف أداء كارين رزق الله، وماذا نقول عنه؟ أنصفّق لأنّها فقط أحكمت نقل مشاعر الإمرأة المجروحة التي أصبحت آلامها أعظم من تمتّعها بلحظة العيد السعيدة؟ أنشهد فقط لهذه المشاعر التي تنقلها لنا من قلوب أمّهات لا نعلم أسماءهنّ ولا مكان سكنهنّ، لكنّنا على يقين بوجودهنّ وعذابهنّ؟
نعم نصفّق ونشهد لها، ونبكي أيضاً معها... نتأثر لأنّ كارين برعت في مشاركتنا صقيع الحياة التي تعيشها، فشعرنا أحياناً بالبرد معها وأحياناً أخرى بصعوبة الحياة التي تعيشها كما لو أنّنا نعيشها نحن، بفقرها وشقائها وصعوبتها... كما لو أنّ الخوف غير الطبيعي على أولادها وعلى مصيرها ومستقبلها هو خوفنا، ورُعبنا، وكابوسنا أيضاً...
ولا بدّ لنا من أن نثني على نصّ الكاتبة كلوديا مارشليان، التي صمّمت على إقناعنا بما تمرّ به "فرح" وعائلتها، من خلال التعابير التي تقولها، والتي تجسّد خوفها، والهستيريا تجاه أولادها، وطباعها العصبية الهجومية، وقهرها وحزنها وخسارتها، بكلّ إتقان وتميّز. مارشليان التي كتبت نصّاً، ما أن انتهت حلقاته، حتّى وجدنا أنفسنا في عالم مشابه ولو بدرجات مختلفة لعالم "فرح"، في بلد فشلت فيه الحكومات مراراً وتكراراً في تأمين أبسط الحقوق الى شعبها.
وباختصار، نجحت "إمّ البنات" باللعب على أوتارنا الحساسة، وفازت بتعاطفنا وتعلّقنا بقصّتها... آملين أن يعيد لها "مايكل"، والذي يلعب دوره الزميل جيري غزال، المعنى الحقيقي لإسمها...
هو عيد الميلاد الذي يغمر العالم بدفء في "عزّ كانون"، وهو العيد الذي ننتظره لنُشفى من جراحاتنا أيّا كانت، وممّن أتت... إنّه الميلاد الذي يكون الى القلوب قريباً، وما أدرانا كم هذا العيد عن "إمّ البنات"... بعيد! "فرح"، وكم تتعاكس معاني الكلمة مع إسمها، تعاني في هذا العيد الذي رحل زوجها قبله بساعات، فأصبح بالنسبة إليها كابوساً لا ينتهي، ووجعاً لا شفاء منه. إنّها الأمّ التي صدمها قدر الحياة، فتُركت وحيدة في منزلها مع بناتها الثلاث وحماتها، وجارة محبّبة وصاحب مُلك أضنى البخل أيّامه... إنّها الأمّ التي تختبئ في منازل كثيرة في وطننا، وتهرب من الحياة الصعبة بردائها الأسود الذي بات عالمها وسجنها في آنٍ معاً.
كيف نصف أداء كارين رزق الله، وماذا نقول عنه؟ أنصفّق لأنّها فقط أحكمت نقل مشاعر الإمرأة المجروحة التي أصبحت آلامها أعظم من تمتّعها بلحظة العيد السعيدة؟ أنشهد فقط لهذه المشاعر التي تنقلها لنا من قلوب أمّهات لا نعلم أسماءهنّ ولا مكان سكنهنّ، لكنّنا على يقين بوجودهنّ وعذابهنّ؟
نعم نصفّق ونشهد لها، ونبكي أيضاً معها... نتأثر لأنّ كارين برعت في مشاركتنا صقيع الحياة التي تعيشها، فشعرنا أحياناً بالبرد معها وأحياناً أخرى بصعوبة الحياة التي تعيشها كما لو أنّنا نعيشها نحن، بفقرها وشقائها وصعوبتها... كما لو أنّ الخوف غير الطبيعي على أولادها وعلى مصيرها ومستقبلها هو خوفنا، ورُعبنا، وكابوسنا أيضاً...
ولا بدّ لنا من أن نثني على نصّ الكاتبة كلوديا مارشليان، التي صمّمت على إقناعنا بما تمرّ به "فرح" وعائلتها، من خلال التعابير التي تقولها، والتي تجسّد خوفها، والهستيريا تجاه أولادها، وطباعها العصبية الهجومية، وقهرها وحزنها وخسارتها، بكلّ إتقان وتميّز. مارشليان التي كتبت نصّاً، ما أن انتهت حلقاته، حتّى وجدنا أنفسنا في عالم مشابه ولو بدرجات مختلفة لعالم "فرح"، في بلد فشلت فيه الحكومات مراراً وتكراراً في تأمين أبسط الحقوق الى شعبها.
وباختصار، نجحت "إمّ البنات" باللعب على أوتارنا الحساسة، وفازت بتعاطفنا وتعلّقنا بقصّتها... آملين أن يعيد لها "مايكل"، والذي يلعب دوره الزميل جيري غزال، المعنى الحقيقي لإسمها...