هجوم غير مسبوق على باسيل... هذه تفاصيله
24 كانون الأول 2018 12:01
أثارت العرقلة الطارئة على ملف تأليف الحكومة في الساعات الأخيرة ضجّةً إعلاميّة واسعة، والوُجهة... رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي يتمسّك بـ "الثلث الوزاري المعطّل".
اللافت في كلّ ما قيل كان ما صدر عن قناة "المنار" في مقدّمة نشرة أخبارها، قبل ان يُصدر "حزب الله" بيانه التوضيحي، وأتى في المقدّمة: "بالستراتِ الصفرِ وبمزيجٍ من الألوانِ خرجت تظاهرةُ وسَطِ بيروتَ لتُعبِّرَ عن وجعِ الناس. جوعانين ، نموتُ على أبوابِ المستشفيات، ونريدُ حياةً كريمةً كانوا يَهتُفون. كأنهم يبحثونَ عن مُخلِّصٍ من وحيِ من نَبعُدُ يوماً عن ذكراه، عن مريمَ ابنةِ عِمرانَ وطفلِها المعجزة، عَمَّن يحررُ الهيكلَ من اللصوص، عن رجالِ دولةٍ لا تكونُ نهايةُ أحلامِهم وزيراً زائداً او ناقصاً، عمَّن يعيشُ همومَهم، ولا يكونُ آخرَ همِّهِ الناسُ شاخصاً ببصرِه الى ما يمكنُ أن تَجنِيَه له وزاراتٌ بعينِها".
وفي نظرة إلى صحيفة "المدن" الإلكترونية، كتب يوسف بزّي مقالاً بعنوان "راسبوتين الجمهورية" مانحاً هذا اللقب لباسيل. استخدم بزي في مقاله تعابير قاسية بحق وزير الخارجية، حيث قال: "هناك، في الصالون الباهت لمقر "حركة اليسار الديموقراطي"، ذات يوم من أواخر عام 2005، انتقى الشاب جبران باسيل المقعد الأقرب إلى باب الخروج. جلس صامتاً وراح يرمق الجميع بريبة، من غير إخفاء تعبير الازدراء. وفيما كنت أنظر إليه، أيقنت خطورته وموهبته المخيفة. وجه طفولي ناعم مغمّس بالضغينة. يحفظ باسيل تحت جلده، نهماً لا محدوداً للسلطة، كما لو أنه واحد من النسخ البونابرتية التي تخلب ألباب طلاب المدارس. تضنيه محاولاته لاكتساب سمات الزعماء الموارنة الأكثر تطرفاً وبروزاً: عناد كميل شمعون، جموح بشير الجميّل، شراسة إيلي حبيقة، تعصب بيار الجميّل، شعبوية ميشال عون. لكن نقيصته الفاضحة أنه يؤدّيها ويتمثّلها بجرعة زائدة من الأنانية وبقدر أقل من الإيمان. يتلذذ هذا الشخص بإلقاء القنابل، أن يجفلنا كل يوم تقريباً، أن يظل هكذا حاضراً بوصفه "ظاهرة" أو "عجيبة"، وإن كان دوماً أقرب إلى صورة الساحر المبتدئ الذي لا يقنع أحداً إلا السذج...".
ويُتابع: "الحال، أن العونية بصيغتها الباسيلية، يضنيها منذ العام 2005، ذاك الفراغ العميق في دعواها الأصلية، التي قامت على طرد "المحتل السوري"، فلم تفلح بطرد جندي واحد، وإذ بما كانت تسميه عميلاً (رفيق الحريري) يغذي دمه انتفاضة استقلال جمعت ما مزقه ميشال عون أصلاً (خصوصاً المسيحيين). من هذا الفراغ بالذات ولدت ضغينة جبران باسيل، التي توسلت الإنقلاب على تاريخها، واستلحقت نفسها بعدو الأمس، بلا تمهيد ولا مقدمة".
والموقف الأقسى كان على لسان الصحافي سركيس نعوم الذي وصف باسيل، خلال مقابلة تلفزيونيّة، بـ"الإنسان الشرير الذي لا تهمّه إلاّ مصالحه الخاصة وليس مصلحة البلد"، معتبراً أنّ "هناك إمّا سوء نيّة وإمّا قلّة ذكاء لدى الوزير جبران باسيل".
لم تُشكَّل الحكومة قبل الأعياد إذاً. خسر أصحاب الرهان رهانهم، لتبقى العين على ما ينتظر البلاد في العام 2019.