هل هي بداية الطلاق بين "الوطني الحر" وحزب الله؟
رياض طوق
13 شباط 2019 06:46
لا يمكن أن تمرّ الجلسة الأولى لمنح الثقة للحكومة في مجلس النواب من دون التوقّف عند ما قاله عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل لله.
فالرجل لم يتوان عن توجيه أصابع الاتهام بالفساد الى الحاضرين في القاعة من دون التمييز بينهم. فاكتفى بتحييد حزب الله فقط بصفته المنخرط حديثاً في معركة ضدّ الذين"لم يشبعوا بعد" والذين "يفكرون من جيوبهم" وفق تعبيره.
الفوقية في كلمة فضل الله كانت واضحة لا سيما حين توجه الى الحاضرين قائلاً "لا تحسبوا انكم آتون لاخذ الاموال، البلد ليس "فلتان".
وقع كلمات فضل الله لم يكن طيباً على مسمع الحاضرين، وأول من عبّر عن امتعاضه من دون ان يظهره هو الوزير الياس بو صعب الذي علّق قائلاً "هذه ليست المرة الاولى التي يقول فيها هذا الكلام وآن الأوان أن يسمي من هم هؤلاء الوزراء كي لا يشمل الجميع".
من يريد أن يقرأ بين سطور الأشهر الأخيرة التي سبقت ولادة الحكومة سيفهم جيداً أن فضل الله أراد ان يشمل جميع الوزراء لإيصال رسالة واضحة الى التيار الوطني الحرّ بأن حزب الله غير مرتاح لأدائه وأداء رئيسه جبران باسيل، وكي لا يظنّن أحد أنّ فضل الله مسؤول وحده عن كلامه لم يتأخر الرجل ليقول مرتين في خطابه انه التقى السيد حسن نصرالله ليتحدث معه بهذا الشأن، وهذه رسالة واضحة بأن هذا الخطاب هو تلميح عن خارطة طريق جديدة في علاقة الحزب مع "التيار". والتعبير الصارخ عن هذه العلاقة عندما قال بأن الحزب سيتعاون مع الذين يريدون مكافحة الفساد حتى لو كانوا ممّن "يختلفون معهم في السياسة". وهذا ايحاء آخر بأنه لم يقم بتحييد التيار الوطني الحرّ ولم يخرجه من دائرة الاتهام بالفساد.
هذا من ناحية حزب الله. أما من ناحية التيار الوطني الحر فأصبح من الواضح أنه بدأ يتمايز عن حليفه الاستراتيجي حزب الله في الملفات الساخنة. فمن تابع نشرة أخبار otv، التي تعتبر لسان حال العهد و"التيار" على حدٍّ سواء، بالتزامن مع زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت، سيعرف تماماً ان الأمر ابعد من تمايز سياسي ويمكن وصفه ببداية الطلاق. فنشرة أخبار الـ otv وصفت زيارة ظريف "بالانزال الايراني في بيروت" وجزمت مقدمة النشرة ان هذه الزيارة هي ابعد من عرض مساعدة ايرانية في ملف الدواء والكهرباء وحتى سلاح "تعلم طهران أنّ بيروت لن تخاصم واشنطن ولن تخوض معركة معها من اجل سلاح ايراني وهي - اي بيروت - سبق ان ردّت موسكو خائبة في السلاح" وهذه رسالة بأن "التيار" وفريقه الحاكم لن ينحاز الى جانب طهران وفريقها اللبناني في معركتها ضد الولايات المتحدة.
توقيت هذا الكلام يأتي في الوقت الذي يتجه فيه حزب الله الى التكامل الكليّ مع طهران في معركتها ضدّ الغرب والولايات المتحدة الأميركية.
العلاقة الملتبسة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله التي أطلعنا على جزء من خفاياها "كاتب" نشرة أخبار الـ otv والنائب حسن فضل الله ستظهر فصولها شيئاً فشيئاً كلما اقتربنا أكثر من التقاطعات الاقليميّة المتفجرة.