"المسيحيّون" الكذبة!
15 أيار 2019 11:24
الحقّ، كلّ الحقّ لأيِّ منّا أن يختلف مع المواقف السياسيّة التي كان يعبّر عنها البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير. الاختلاف السياسي حقّ وحريّة. ولكن، بعض ما شهدناه في الأيّام الأخيرة تفاهة ووقاحة وقلّة أخلاق وإنسانيّة.
نتحدّث هنا عن بعض ما قرأناه على مواقع التواصل الاجتماعي من إساءات وُجّهت الى البطريرك صفير.
كان يمكن، للمسيئين، أن يحتفظوا بآرائهم أمام حرمة الموت، خصوصاً أنّ الراحل بطريرك طائفة، وهو، بعيداً عن السياسة، عُرف بتقواه وبقيمه الإنسانيّة والمسيحيّة. ولكن بعض هؤلاء، ولا نعتب هنا على ناشطين تافهين بل على إعلاميّين وأكاديميّين مسيحيّين، انزلقوا الى مستوى أقلّ ما يقال فيه إنّه بعيد تماماً عن المسيحيّة، بقيمها الأساسيّة، وأعظمها المحبّة.
قرأنا، مثلاً، تعليقاً لغسان الشامي، وهو إعلامي في محطة "الميادين" يحمل لواء المسيحيّة المشرقيّة. كتب الشامي: "أيّها المنافقون: اذكروا مساوئ موتاكم". ونسأل: هل هذه المسيحيّة؟ هل هذا دين "در له الأيسر"؟ وإذا كان الخلاف السياسي لا يعرف حدوداً من الحقد، ألا يجدر بالبعض أن يصمتوا أمام حرمة الموت؟
وقرأنا، أيضاً، تعليقات أخرى. عميدٌ متقاعد حاقد. أكاديميّة حزبيّة تافهة. أمثلة كثيرة تظهر أنّ البعض لا يحمل من المسيحيّة الحقّة سوى تعريفٍ في سجلّ النفوس ومطالبة بموقعٍ رسمي وبمساواة في الوظائف. المسيحيّة في مكانٍ آخر، وتحمل قيماً أخرى لا صلة لها بهذا الحقد السياسي السفيه.
يا ربّ ارحم من الحاقدين والتافهين... ومن "المسيحيّين" الكذبة.