فضل الله: إكتشفنا جزراً مالية غير مرتبطة بالبر اللبناني
13 حزيران 2019 11:20
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لرحيل العلامة الشيخ مصطفى قصير العاملي، والذي نظمه مركز الأبحاث والدراسات التربوية، بالتعاون مع المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، وجمعية المعارف الإسلامية الثقافية، أنهم ماضون ومستمرون في ملف مكافحة الفساد، "إلا أن اهتمامنا اليوم منصب على الموازنة لأهميتها".
وقال: "هذه الموازنة بالنسبة إلينا هي أكبر وأهم ملف مالي في الدولة اللبنانية، لقد اكتشفنا أثناء النقاش في مجلس النواب، جزرا مالية غير مرتبطة بالبر اللبناني، فهي تدير أموالها بنفسها، ونحن لا علم لنا بكيفية وآلية صرفها وتوزيعها، ولا نعرف من يراقبها".
وأشار الى أن "هناك حوالى عشر مؤسسات فيها أموال طائلة، مثل قطاع الاتصالات، مثل المصرف المركزي، مثل الضمان"، معتبرا أن "هذه المجموعة من المؤسسات تضم إمكانات هائلة، وإذا أردنا أن نقوم بإصلاح، واحدة من أهم ملفات مكافحة الفساد والهدر أن نعمل إصلاحا في هذه المؤسسات، بأن تصبح تحت سلطة الحكومة".
ولفت الى انهم أرسوا "مبادئ أساسية لن نقبل أن تمس رواتب ذوي الدخل المحدود والمتوسط، والفئات الشعبية والفقيرة ولو بليرة واحدة، وكل ما يمس برواتب المتقاعدين في الدولة اللبنانية من ضريبة على الدخل، فالأمر لا علاقة له بالقيمة المالية، الموضوع له علاقة بالمبادئ التي أرسيناها". وأشار الى أن "هناك جهدا كبيرا يبذل كي لا تمس هذه الفئات، لا بضريبة، ولا بالمس برواتبها، ولا بالمس بمكتسباتها".
وذكر أن "المعادلة في المجلس النيابي هي معادلة أصوات، نحن سنحاول جهدنا ألا نمرر مثل هذه الطروحات، ولكن ربما نطرح طرحنا ونسقط في التصويت، وربما يطرح الآخرون طرحا آخر مغايرا لمعادلتنا وينجحون في التصويت، الموضوع يقع على عاتق الكتل النيابية والكتل السياسية التي لديها التزامات، أو لديها مواقف أو لديها توجهات"، معتبرا أن "من يحاسب في النهاية هم الناس في الانتخابات".
وختم النائب فضل الله كلامه بالقول: "نعود إلى ذكرى الراحل العلامة الشيخ مصطفى قصير، وأقول أن مثل هذه الموضوعات كان محط متابعته واهتمامه لأنها كانت من قضايا المجتمع ومن قضايا أهله وناسه وشعبه، وهذا الاهتمام مرده إلى أنه كان يعتبر ذلك جزءا من جهاده وجزءا من مقاومته".
وكان قدم الحفل مدير تطوير المناهج في مركز الأبحاث والدراسات التربوية الدكتور عباس كنعان، واصفا الشيخ قصير بـ "العالم الرباني الذي نذر نفسه لله، وعمل بجهد وكد وإخلاص، فكان القدوة والأب الرؤوم والمربي النير، ببصيرة إيمانه وعلمه، وفكره، وتواضعه الذي لطالما أصر "على مجابهة كل الموانع، ومنازلة كل العقبات، لكي يستمر في عمله، وما كان يصبو إليه على المستوى التربوي، والثقافي".
وعرف بإصدار الراحل "الأخلاق الإسلامية" الذي عملت جمعية المعارف الثقافية الإسلامية على إصداره وطباعته بأنه "نتاج معرفي، مجبول بحب المخاطب، وحرص الخطيب، بضعة أوراق بين دفتي كتاب، يستحضر تجربة تربوية أخلاقية، تستبطن تجاربا ممارسة، وأحداثا معاشة".
كما تحدث مسؤول العلاقات العامة في جمعية المعارف الثقافية الإسلامية، فنوه بمزايا الراحل الكبير، قائلا: "كان في صمته ناطقا وفي سكوته محدثا، فهو يدعو الناس بسلوكه قبل لسانه، وبقلبه قبل أدلته وبراهينه. لم تفوته الدقة العلمية كتابة وتوثيقا وتحقيقا، فكان يكتب بيقين وجده بمجرد إدراك أدركه، ولم تقتصر حياته العلمية على ذلك بل تقدم بها إلى ميادين أخرى ترك فيها نتاجا علميا واسعا.
وختم مشيرا إلى إطلاق جمعية المعارف الثقافية الإسلامية خلال هذه المناسبة الإصدار الأول لكتاب الشيخ قصير "الأخلاق الإسلامية"، بالإضافة إلى المجموعة الكاملة لمؤلفات الراحل على قرص مدمج، كبادرة وفاء وتقدير للشيخ مصطفى قصير".
نبذة عن قصير
- شغل منصب رئيس مجلس ادارة المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.
- أسس مركز الأبحاث والدراسات التربوية وكان مديرا له.
ترك بصمات لافتة في المجالات الثقافية والتربوية والتعليمية.
- رافق عملية النهوض بالمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم على مدى 16 عشر عاما لغاية اوائل 2013.
- صدر له 24 مؤلفا في الدراسات العقائدية والقرآنية والتاريخية، والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، والتربوية والإدارية.
- له أكثر من 200 تحقيق علمي.