بقرادوني يكشف لموقع mtv: أجهزة تدخّلت وحقائق ستظهر تباعاً
ريكاردو الشدياق
3 كانون الأول 2019 06:16
لا يملك أحدٌ الجواب المُفيد حول ما ينتظر لبنان في الساعات والأيام والأشهر المقبلة. الشارع مُستمرّ على غليانه، ولا نُبالغ إن نقلنا أنّ حركَته، منذ ليلة 17 تشرين الأوّل حتّى هذه الساعة، أحدثت زلزالاً في الوسط السياسيّ وفي الأروقة الحزبيّة الضيّقة.
الواقع أنّ البلاد في حالة شلل مُطبَق: لا حكومة تصريف الأعمال تجتمع، ولا الجلسات التشريعيّة في مجلس النواب تنعقد لأنّ المتظاهرين مُصرّين على قطع طرقات ساحة النجمة متى حدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي موعداً لجلسة.
الحالة الإقتصاديّة التي يعيشها اللبنانيون بين نهاية الـ2019 وبداية الـ2020 دخلت الصفحة السوداء من تاريخ لبنان حتماً، ولا شكّ أنّها ما زالت في بدايتها.
أمّا الحالة السياسيّة، فهي التي ستزيد الطين بلّة مع تقدّم الوقت وحتّى قبل دخول لبنان في سنته الجديدة، حيث يُفيد الوزير السابق كريم بقرادوني، المُتابع عن كثب لحركة الدوائر الرئاسيّة منذ بدء الأزمة، بأنّ "المشكلة الفعليّة باتت في العلاقة بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري"، كاشفاً أنّ "التواصل بين الرجلين بلغ مرحلةً سيّئة للغاية بعد رفض الحريري حضور الإجتماع المالي الذي دعا إليه عون في قصر بعبدا، وإرسال مستشاره الإقتصادي نديم المنلا لتمثيله".
الأسوأ من ذلك، كما يروي بقرادوني في حديث لموقع mtv، أنّ "الرئيس عون لم يعمَد إلى قراءة الإستقالة التي تقدّم بها الحريري وتركها على الهامش، على اعتبار أنّ "أسلوب الحريري لم يكن جيّداً وخطوته ليست في محلّها على الإطلاق"، لافتاً إلى أنّ "هذا التوتّر القائم بين بعبدا و"بيت الوسط" سيأخذ منحىً تصعيدياً في الأيام القادمة، عطفاً على أنّ الحريري متمسّك بحكومة تكنوقراط مصغّرة ويعتبر أنّ أيّ إسم سُنّي لا يجرؤ على الحلول مكانه في هذا الظرف إلاّ برضاه".
منذ إعلان الإستقالة والإجتماعات في "بيت الوسط" لم تهدأ، سيّما مع ساعات الليل، في الوقت الذي يتماهى فيه الحريري مع الموقف الدوليّ، والأميركي بصورة خاصة. وبالنسبة إلى بعبدا، فهي لم تبنِ على كلام السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان على اعتبار أنّه لا يملك أيّ صفة رسميّة في واشنطن اليوم، كما يُؤكّد بقرادوني، وهي "لن تأخذ بعين الإعتبار إلاّ التصريحات الصادرة عن مصادر مسؤولة في الإدارة الأميركية، فلغة الـ2005 لم تعد صالحة اليوم".
وفي المعطيات لدى بقرادوني، أن "الحراك الذي بدأ في تشرين الأوّل انطلق بشكل عفويّ نتيجة سوء الوضع الإجتماعي، وسرعان ما حرّك أجهزة الإستخبارات وجهات حزبيّة عدّة لركوب الموجة، إلى حين بدأ يكشف عن حقائق دقيقة للغاية ستظهر تباعاً".
يُريد الرئيس حكومة تكنوقراط لكنّه ما زال "مكبّلاً" برفض "حزب الله" و"حركة أمل". وعليه، أكثر من "سيناريو" سيشهده لبنان بين يومٍ وآخر. الأحداث باتت متسارعة الآن، وما على اللبنانيين إلاّ أن "يعيشوا كل ساعة بساعتها"...