دور فرنسي سقط... وخلط أوراق حكومية
رانيا شخطورة الراسي
1/3/2020 4:40:27 PM
في وقت اجمع فيه اكثر من مصدر معني بتأليف الحكومة ان الولادة اقتربت وذُلّل العدد الاكبر من العقد، جاء اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، قرب مطار بغداد ليعيد خلط الاوراق.
وقد أشار مرجع مطلع إلى أنّ الحكومة العتيدة التي كان يُحكى عن إطلاقها خلال الأيام القليلة المقبلة هي اليوم امام مفترق يأخذ الى مكانين:
اما سيصار من الجانب الايراني أو تحديداً "حزب الله" الى اطلاق التشكيلة بأسرع وقت ممكن، اعتبارا منهما ان الظرف مؤاتٍ لولادة حكومة بالشكل التي يطمح اليها هذا الفريق، قريبة له وموالية ولا تزعجه على المستوى الاقليمي.
أو تأجيل الاعلان عن التشكيلة، حيث الخشية من ان تراكم التطورات في المنطقة قد يدفع الرئيس المكلف حسان دياب الى الاعتذار، في ضوء "الخربطة الكبيرة" التي سيدفع اليها اغتيال سليماني، هذا الى جانب اعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الثلاثاء الفائت عن "أن 750 جنديا أميركيا سيتوجهون إلى الشرق الأوسط فورا، ردا على اعتداء عناصر ميليشيات موالية لإيران على مبنى سفارة الولايات المتحدة في المنطقة الخضراء وسط بغداد".
في المقابل أوضح مصدر مطلع على مسار التأليف، ان كل ما أُعلن عن قرب ولادة الحكومة يندرج في اطار خلق المناخات الايجابية، مشيرا الى ان ولادة الحكومة ليست قريبة، قائلا: كان هناك رهان على دور فرنسي يدفع الى تأليف سريع للحكومة، لكن يبدو ان زيارة السفير برينو فوشيه الى قصر بعبدا بالامس، اسقطت هذا الرهان.
وفي هذا السياق قال المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم": الدور الفرنسي ليس الدور الاول، لان الاميركيين هم في الواجهة والمواجهة وبالتالي موقف باريس، هو داعم للبنان ووسيط بين الاميركيين ولبنان من جهة ثانية. مضيفا: لكن لا يمكن للفرنسيين اعطاء دور اخضر لحكومة لا توافق عليها الاطراف الاخرى، والا فان الامر يُفهم وكأنه حلف مع ايران في لبنان، ما يمكن ان يفسّر بغباء كبير للديبلوماسية الفرنسية.
واشار المصدر الى ان السفير الفرنسي لم يعلن موقفه من الحكومة العتيدة، بل صرّح عن طبيعة الحكومة التي تؤيدها فرنسا، اذ نقل بوضوح الى القصر الجمهوري "رغبة بلاده في تشكيل حكومة جديدة تتجاوب مع تطلعات اللبنانيين في هذه المرحلة". وقال المصدر: المقصود في "تطلعات اللبنانيين" تلبي "نداء 17 تشرين".
واذ اشار الى ان المشكلة ليست بين الاطراف اللبنانية التي ستتقاسم الحصص الحكومية، بل المشكلة بين لبنان والعالم، قال المصدر: اذا كان الاتجاه نحو حكومة مواجهة، فيمكن ان تولد الآن لكنها ستؤدي الى مزيد من العقوبات التي سيدفع ثمنها الشعب اللبناني.
واضاف: لكن اذا كان هناك حكمة في التعاطي خاصة بعد ما حصل اليوم في العراق، فلا بد من الاستمهال.